له جزول لم يجدب زرع ذلك البلد قط إلا أن يصيبه ريح أو برد و هو جبل متصل بالسوس يسميه أهل السوس درن و يسمى بتاهرت جزول و يسمى بالزاب أوراس، و من خرج من تاهرت سالك الطريق بين القبلة و الغرب سار إلى مدينة يقال لها أوزكا ثلاث مراحل و الغالب عليها فخذ من زناتة يقال لهم بنو مسرة رئيسهم عبد الرحمن بن أودموت بن سنان و صار بعده ولده فانتقل ابن له يقال له زيد إلى موضع يقال له ثارينة فولده به.
و من مدينة أوزكا لمن سلك مغربا إلى أرض الزناتة ثم يصير إلى مدينة سجلماسة بعد أن يسير سبع مراحل أو نحوها على حسب الجد في المسير و التقصير، و مسيره في قرى ليست بآهلة و في بعضها مفازة.
سجلماسة
و سجلماسة [1] مدينة على نهر يقال له زيز و ليس بها عين و لا بئر و بينها و بين البحر عدة مراحل و أهل سجلماسة أخلاط و الغالبون عليها البربر و أكثرهم صنهاجة و زرعهم الدخن و الذرة و زرعهم على الأمطار لقلة المياه عندهم فإن لم يمطروا لم يكن لهم زرع.
و من مدينة سجلماسة قرى تعرف ببني درعة و فيها مدينة ليست بالكبيرة يقال لها تامدلت [2] ليحيى بن إدريس العلوي عليها حصن كان منها عبد اللّه بن إدريس، و حولها معادن ذهب و فضة يوجد كالنبات، و يقال: إن الرياح تسفيه و الغالب عليهم قوم من البربر يقال لهم بنو ترجا.
السوس الأقصى
و من المدينة التي يقال لها تاملت [3] إلى مدينة يقال لها السوس [4]، و هي السوس
[1] سجلماسة: مدينة في جنوبي المغرب في طرف بلاد السودان، بينها و بين فاس عشرة أيام، و هي في منقطع جبل درن، و أكثر أقوات أهل سجلماسة من التمر و غلتهم قليلة. (معجم البلدان ج 3/ ص 217).
[2] تامدلت: مدينة في مضيق بين جبلين في سند و عر و لها مزارع واسعة و حنطة موصوفة في نواحي أفريقيا و لعلهما واحد. (معجم البلدان ج 2/ ص 7).