و جنس يعرف بفزّان [1] أخلاط من الناس لهم رئيس يطاع فيهم و بلد واسع و مدينة عظيمة، و بينهم و بين مزاته حرب لاقح أبدا و تسمى برقة أنطابلس هذا اسمها القديم.
افتتحها عمرو بن العاص سنة ثلاث و عشرين صلحا، و من آخر عمل برقة من الموضع الذي يقال له: تورغة إلى أطرابلس ست مراحل و ينقطع ديار مزاتة من تورغة و يصير في ديار هوارة فأول ذلك ورداسة، ثم لبدة و هي حصن كالمدينة على ساحل البحر.
و هوارة يزعمون أنهم من البربر القدم و أن مزاتة و لوانة كانوا منهم فانقطعوا عنهم و فارقوا ديارهم و صاروا إلى أرض برقة و غيرها.
و تزعم هوارة أنهم قوم من اليمن جهلوا أنسابهم، و بطون هوارة يتناسبون كما تتناسب العرب فمنهم بنو اللّه ان و مليلة و ورسطفة، فبطون اللّه ان بنو درصا و بنو مرزبان و بنو ورفلة و بنو مسراتة، و منازل هوارة من آخر عمل سرت إلى أطرابلس.
أطرابلس
أطرابلس [2] مدينة قديمة جليلة على ساحل البحر عامرة آهلة و أهلها أخلاط من الناس.
افتتحها عمرو بن العاص سنة ثلاث و عشرين في خلافة عمر بن الخطاب و كانت آخر ما افتتح من المغرب في خلافة عمر.
و من أطرابلس إلى أرض نفوسة [3] و هم قوم عجم الألسن إباضية كلهم لهم رئيس
[1] فزّان: و هم قوم يغلب عليهم اللون الأسود، و الفزّان ولاية واسعة بها نخل كثير و تمر كثير.
(معجم البلدان ج 4/ ص 295).
[2] أطرابلس: مدينة في آخر أرض برقة و أول أرض أفريقيا، و يقال لها أطرابلس الغرب. (معجم البلدان ج 1/ ص 257).
[3] نفوسة: جبال في المغرب بعد أفريقيا عالية، و فيها منبران في مدينتين أحدهما سروس في وسط الجبل و بها خبز الشعير ألذ من كل طعام. و الأخرى يقال لها جادو من ناحية نفزاوة و أهل جميع هذه البلاد شراة، و هبيّة، و إباضية متمرّدون على طاعة السلاطين. (معجم البلدان ج 5/ ص 343).