الرجال أربعة عشر ألف ألف دينار ثم جباها عمرو في السنة الثانية عشرة آلاف ألف فكتب إليه عمر يا خائن، و جباها عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح في خلافة عثمان بن عفان اثني عشر ألف ألف دينار، ثم أسلم رجالها فبلغ خراج الأرض في أيام معاوية مع جزية رؤس الرجال خمسة آلاف ألف دينار.
و بلغ في أيام هارون الرشيد أربعة آلاف ألف دينار ثم وقف مال مصر على ثلاثة آلاف ألف دينار.
و شرب مصر و جميع قراها من ماء النيل صيفا و شتاء يزيد في أيام الصيف و يأتي من أرض علوة مخرجه من عيون و زيادته من أمطار تأتي في الصيف فينتشر على وجه الأرض حتى يطبق جميع الأرضين ثم يبتدئ نقصانه في شهر من شهور القبط يقال له:
«بابه»، و هو تشرين الأول فيبتدىء الناس بالعمارة و زرع الغلات لأن أرض مصر لا تمطر إلا المطر اليسير إلا ما كان منها على السواحل.
و عجم مصر جميعا القبط، فمن كان بالصعيد يسمون المريس، و من كان بأسفل الأرض يسمون البيما.
طريق مكة من مصر
و من أراد الحج من مصر و خرج من مصر إلى مكة فأول منزل يقال له جب عميرة به مجتمع الحاج يوم خروجهم، ثم منزل يقال له القرقرة في صحراء لا ماء بها، ثم منزل يقال له: عجرود به بئر قديمة بعيدة الرشاء زعقة الماء، ثم إلى جسر القلزم [1] فمن أراد أن يدخل مدينة القلزم و هي مدينة على ساحل البحر عظيمة فيها التجار الذين يجهزون الميرة من مصر إلى الحجاز و إلى اليمن و بها مرسى المراكب و أهلها أخلاط من الناس تجارها أهل يسار.
و من القلزم ينزل الناس في برية و صحراء ست مراحل إلى أيلة و يتزودون الماء لهذه الست المراحل.
و مدينة إيلة جليلة على ساحل البحر المالح و بها يجتمع حاج الشام و حاج مصر
[1] بحر القلزم: القلزمة ابتلاع الشيء، يقال: تقلزمه إذا ابتلعه، و سمي بحر القلزم قلزما لا بتلاعه من ركبه، و هو المكان الذي غرق فيه فرعون و أتباعه. و هو كبير متّسع له شواطىء على مصر.