فأما من قصد من العلاقي إلى بلاد النوبة الذين يقال لهم: علوة فيسير ثلاثين مرحلة بعضها إلى كباو، ثم إلى موضع يقال له: الأبواب، ثم إلى مدينة علوة العظمى التي تسمى سوبة و بها ينزل ملك علوة، و المسلمون يختلفون إليها و منها يأتي خبر ابتداء النيل.
و يقال: إن جزيرة علوة متصلة بجزيرة السند و النيل يجري من وراء علوة إلى أرض السند في النهر الذي يقال له: مهران كما يجري في نيل مصر و يزيد فيه في وقت زيادته بمصر.
و في الجزيرة التي بأرض علوة مثل ما بجزائر السند من الفيلة و الكركدنات و أشباه ذلك، و في نهر مهران التماسيح كما في نيل مصر.
و من أسوان إلى أول بلاد النوبة الذين يقال لهم: مقرا، و هو موضع يقال له:
ماوا، و بهذا الموضع كان زكريا بن قرقي خليفة أبيه قرقي ملك النوبة.
و من ماوا إلى مدينة النوبة العظمى التي ينزلها ملك النوبة و هي سال و دنقلة ثلاثون مرحلة.
بلاد البجة
و من العلاقي إلى أرض البجة [1] الذين يسمون الحداربة و الكدانين خمس و عشرون مرحلة، و مدينة ملك البجة الحداربة يقال لها: هجر [2] يأتيها الناس من المسلمين للتجارات.
و البجة ينزلون خيام جلود و ينتفون لحاهم و ينزعون فلك ثدي الغلمان لئلا يشبه ثديهم ثدي النساء و يأكلون الذرة و ما أشبهها، و يركبون الإبل، و يحاربون عليها كما يحارب على الخيل، و يرمون بالحراب فلا يخطئون.
[1] البجة: أرض بالنوبة، بها إبل فرهة، و هم أمم عظيمة بين العرب و الحبش و النوبة. (معجم البلدان ج 1/ ص 403).
[2] الهجر: لعله هجر اليمن بينه و بين عشر يوم و ليلة من جهة اليمن. (معجم البلدان ج 5/ ص 452).