و جرش و السواد. و أهل هذه الكور أخلاط من العرب و الهجم افتتحت كور الأردن في خلافة عمر بن الخطاب افتتحها أبو عبيدة بن الجراح خلا مدينة طبرية فإن أهلها صالحوه، و غيرها من كور جند الأردن افتتحها خالد بن الوليد و عمرو بن العاص من قبل أبي عبيدة بن الجراح سنة أربع عشرة. و خراج جند الأردن يبلغ سوى الضياع مائة ألف دينار.
جند فلسطين
و من جند الأردن إلى جند فلسطين [1] ثلاث مراحل، و مدينة فلسطين القديمة كانت مدينة يقال لها: لدّ، فلما ولي سليمان بن عبد الملك الخلافة ابتنى مدينة الرملة و خرب مدينة لدّ و نقل أهل له إلى الرملة.
الرملة مدينة فلسطين و لها نهر صغير منه شرب أهلها، و نهر أبي فطرس منها على اثني عشر ميلا.
و شرب أهل الرملة من ماء الآبار و من صهاريج يجري فيها ماء المطر و أهل المدينة أخلاط من الناس من العرب و العجم و ذمتها سامرة.
و لفلسطين من الكور: كورة إيليا و هي بيت المقدس و بها آثار الأنبياء (عليهم السّلام)، و كورة لدّ [2] و مدينتها قائمة بحالها إلا أنها خراب، و عمواس [3]، و نابلس [4]
[1] فلسطين: و هي آخر كور الشام من ناحية مصر، قصبتها البيت المقدّس و من مشهور مدنها عسقلان، و الرملة، و غزّة، و نابلس، و أريحا، و يافا. قيل: إنما سميت بفلسطين بن سام بن إرم بن سام بن نوح (عليه السّلام). (معجم البلدان ج 4/ ص 311).
[2] لدّ: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين ببابها يدرك عيسى بن مريم (عليه السّلام) الدجّال فيقتله، و قيل: لدّ، اسم رملة يقتل عندها الدجّال. (معجم البلدان ج 5/ ص 17).
[3] عمواس: هي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس، و منها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، ثم فشا في أرض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة رضي اللّه عنهم، و ذلك سنة 18 ه. (معجم البلدان ج 4/ ص 178).
[4] نابلس: سئل شيخ من أهل المعرفة من أهل نابلس لم سمّيت بذلك، فقال: إنه كان ههنا واد فيه حيّة قد امتنعت فيه و كانت عظيمة جدا، و كانوا يسمّونها بلغتهم لس، فاحتالوا عليها حتى قتلوها، و انتزعوا نابها و جاؤوا بها فعلّقوها على باب هذه المدينة، فقيل: هذا ناب لس، أي ناب الحيّة، ثم كثر استعمالها حتى كتبوها متّصلة هكذا «نابلس»، و غلب هذا الاسم عليها، و هي مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين، مستطيلة لا عرض لها، كثيرة المياه لأنها