و البلد واسع جليل و مياهها قليلة، و بها نخل كثير بمدينة يقال لها جيربت [1]، و منها يسلك إلى الهند من جيربت إلى الرتق و الدهقان
فظل يعلو لوى الدّهقان معترضا* * * في الرمل أظلافه صفر من الزهر
[2]، ثم إلى البل و الفهرج [3] يسميها أهلها: فهره، و هي آخر مدينة عمل كرمان.
و صاحب مكران يدّعي أنها من عمله، ثم إلى الخروج، و هي أول مدينة من عمل مكران، ثم إلى مدينة فنزبور و هي مدينة مكران العظمى.
افتتح كرمان عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس و صالح ملكها على ألفي ألف درهم و ألفي وصيف، و ذلك في خلافة عثمان. و أما البلدان التي من سرخس إلى بحر الهند:
الطالقان
من مدينة سرخس إلى الطالقان [4] أربع مراحل، و الطالقان بين جبلين عظيمين و بها لسعتها مسجدا جماعة يجمع فيها يوم الجمعة، و بها تعمل اللبود الطالقانية.
و من الطالقان إلى الفارياب [5] أربع مراحل فالفارياب المدينة القديمة، و المدينة الثانية يقال لها: يهودان، ينزلها عامل الفارياب.
[1] جيربت: ضبطها صاحب معجم البلدان ياقوت الحموي بالفاء جيرفت: مدينة بكرمان هي مدينة كبيرة جليلة من أعيان مدن كرمان و أنزهها و أوسعها، بها خيرات و نخل كثير و فواكه و لهم نهر يتخلل البلد إلّا أن حرّها شديد، و لهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطته الريح، بل هو للصعاليك، و ربما كثرت الرياح فيصير إلى الفقراء من التمور في التقاطهم إيّاها أكثر و ربما بلغ بها و بجرومها كل مائة منّ بدرهم، و فتحت جيرفت في أيام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. (معجم البلدان ج 2/ ص 230).
[2] الدهقان: و هو بالفارسية التاجر صاحب الضياع، و هو اسم موضع ذكره الأعشى في بعض أشعاره:
فظل يعلو لوى الدّهقان معترضا* * * في الرمل أظلافه صفر من الزهر
. (3) الفهرج: بلدة بين فارس و أصبهان، معدودة من أعمال فارس، ثم من أعمال كورة إصطخر، و لها منبر. (معجم البلدان ج 4/ ص 318).
[4] الطالقان: بلدة بخراسان بين مرو الروذ و بلخ، قال الإصطخري: أكبر مدينة بطخارستان طالقان، و هي مدينة في مستوى الأرض و لها نهر كبير و بساتين. (معجم البلدان ج 4/ ص 7).
[5] فارياب: بكسر الراء، مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون.