responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 108

و وقع الصلح بين الحجاج و رتبيل ملك سجستان و ولى الحجاج عمارة بن تميم اللخمي فكرهه رتبيل فعزله الحجاج.

و ولى الحجاج عبد الرحمن بن سليم الكناني، ثم عزله الحجاج بعد سنة، و ولى مسمع بن ملك بن مسمع الشيباني و توفي مسمع بسجستان و استخلف ابن أخيه محمد بن شيبان بن مالك فاستعمل الحجاج الأشهب بن بشر الكلبي من أهل خراسان.

ثم ضم الحجاج سجستان مع خراسان إلى قتيبة بن مسلم الباهلي‌ [1]، فبعث أخاه عمرا بن مسلم، ثم كتب إليه الحجاج أن يسير إلى سجستان بنفسه فسار في سنة اثنتين و تسعين في أيام الوليد بن عبد الملك‌ [2]، و انصرف قتيبة عن سجستان و استولى عليها


[1] قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين الباهلي، أبو حفص، أمير، فاتح من مفاخر العرب، كان أبوه كبير القدر عند يزيد بن معاوية، ولد سنة 49 ه/ 669 م، و نشأ في الدولة المروانية، فولي الرّيّ في أيام عبد الملك بن مروان، و خراسان أيام ابنه الوليد، و وثب لغزو ما وراء النهر فتوغّل فيها، و افتتح كثيرا من المدائن، كخوارزم، و سجستان، و سمرقند، و غزا أطراف الصين، و ضرب عليها الجزية، و أذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها، و اشتهرت فتوحاته، فاستمرت ولايته ثلاث عشرة سنة، و هو عظيم المكان مرهوب الجانب، مات الوليد و استخلف سليمان بن عبد الملك، و كان هذا يكره قتيبة، فأراد قتيبة الاستقلال بما في يده، و جاهر بنزع الطاعة، و اختلف عليه قادة جيشه، فقتله وكيع بن حسان التميمي، يفرغانة، سنة 96 ه/ 715 م و كان مع بطولته دمث الأخلاق، داهية، طويل الروية، راوية للشعر، عالما به، قال أحد الأعاجم بعد مقتله: يا معشر العرب قتلتم قتيبة، و و اللّه لو كان فينا لجعلناه في تابوت و استفتحنا به غزونا، و قال المرزباني: و أهل البصرة يفخرون به و بولده.

[2] الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس، من ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد سنة 48 ه/ 668 م ولي بعد وفاة أبيه سنة 86 ه، فوجه القواد لفتح البلاد، و كان من رجاله موسى بن نصير و مولاه طارق بن زياد، و امتدت في زمنه حدود الدولة العربية إلى بلاد الهند، فتركستان، فأطراف الصين، شرقا، فبلغت مسافتها مسيرة ستة أشهر بين الشرق، و الغرب، و الجنوب، و الشمال، و كان ولوعا بالبناء و العمران، فكتب إلى والي المدينة يأمره بتسهيل الثنايا، و حفر الآبار، و أن يعمل فوّارة، فعملها و أجرى ماءها، و كتب إلى البلدان جميعها بإصلاح الطرق، و عمل الآبار، و منع المجذومين من مخالطة الناس، و أجرى لهم الأرزاق، و هو أول من أحدث المستشفيات في الإسلام، و جعل لكل أعمى قائدا يتقاضى نفقاته من بيت المال، و أقام لكل مقعد خادما، و رتّب للقرّاء أموالا و أرزاقا، و أقام بيوتا و منازل يأوي إليها الغرباء، و هدم مسجد المدينة و البيوت المحيطة به، ثم بناه بناء جديدا، و صفّح الكعبة، و الميزاب، و الأساطين في مكة، و بنى المسجد الأقصى في القدس، و بنى مسجد دمشق الكبير، المعروف بالجامع الأموي، فكانت نفقات هذا الجامع (000، 200، 11) دينار، أي‌

نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست