و لسمرقند أربعة أبواب: باب كبير. و باب الصين و باب أسروشنة و باب الحديد. و بين سمرقند و أسروشنة نيف و عشرون [2] فرسخا. و خجندة متيامنة عن أسروشنة إلى الجبل و الباميان إلى ناحية كابل.
و من مرو طريقان: أحدهما إلى الشاش، و الآخر إلى بلخ و طخارستان. فمن مرو إلى مدينة بلخ مائة و ستة و عشرون فرسخا، و هي اثنان و عشرون منزلا قال الأحوص:
تجبى له بلخ و دجلة كلها* * * و له الفرات و ما سقى و النيل
و يقال إن لهراسف بنى مدينة بلخ و عمرها و خرب مدينة بيت المقدس و شرّد من كان بها من اليهود.
و قال الضحاك: أسرع الأرض خرابا من المشرق، بلخ.
و يقال إن الإسكندر بنى بلخ و قيل إنه مات [فيها] و قد قاتل ملوكا كثيرة و قهرهم و غلبهم غلبات مشهورة و هزم جنودا ذات قوة و وطئ بلدانا كثيرة و كانت مدة عمره اثنين و ثلاثين سنة و سبعة أشهر لم يسترح في شيء منها.
و يقال إنه ملك الأرض كلها و دانت [له] [3] سائر ملوكها. و بنى ثلاث [4] عشرة مدينة و سمّي كلها الاسكندرية. و بعضها قائم إلى اليوم. و قد غيرت بعض [160 ب] أسمائها.
منها الاسكندرية التي بناها على اسم فرسه فقليوس و تفسيره. رأس الثور.
و منها الاسكندرية التي في باورنقوس. و منها الاسكندرية التي تدعى المحصنة.
و منها الاسكندرية التي بناها في الهند. و منها الاسكندرية التي في جاليقوس.