ثم محمد بن طاهر. و كان خليفته عليها سليمان بن عبد اللّه بن طاهر. فخرج عليه الحسن بن زيد العلوي الحسني في سنة تسع و أربعين و مائتين. فأخرجه عنها و غلب عليها إلى أن مات و قام مكانه أخوه محمد بن زيد [1].
و ذكر أبو يزيد بن أبي عتاب [2] قال: رأيت فيما يرى النائم سنة ثمان و أربعين و مائتين و أنا بمدينة الري، و قد بتنا على فكر من الاختلاف بين القائلين بالسيف و بين أصحاب الامامة. فقال القائل منا:
قد قال أمير المؤمنين رضي اللّه عنه: الخير بالسيف و الخير مع السيف.
فأجابه مجيب: و الدين بالسيف، و قد أمر اللّه عزّ و جلّ نبيه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يقيم الدين بالسيف. ثم تفرّقنا. فلما كان الليل و أخذت مضجعي من النوم، رأيت في منامي كأنّ قائلا يقول:
هذا ابن زيد أتاكم ثائرا حردا* * * يقيم بالسيف دينا واهي العمد
يثور بالشرق في شعبان منتضيا* * * سيف النبيّ صفيّ الواحد الصمد
فيفتح السهل و الأجبال مقتحما* * * من الكلار إلى جرجان فالجلد
و آملا ثم شالوسا و غيرهما* * * إلى الجزائر من رويان فالبلد
[و يصرف الخيل عنها بعد ثالثة* * * من السنين إلى الزوراء بالعمد]
[فيهدم السور منها ثم ينهبها* * * و يقصد الثغر من قزوين بالحرد]
و يملك القطر من حرشاء ساكنه* * * ما لاح في الجوّ نجم آخر الأبد
قال: فورد محمد بن رستم الكاري و محمد بن شهريار الروياني [3]، [من آل معدان] الري في سنة خمسين و مائتين- و كانا يريان السيف- فتطلبا رجلا من
[1] في المختصر إنه غلب عليها عام 250 ه- و بقي إلى أن مات في 271 ه-.