لبني هاشم حين حصرهم ابن الزبير، و كتب ابن الحنفيّة يستنصرهم فسار في عدّة ممّن كان مع ابن الزبير حتى صيّر اللّه بني هاشم حيث أحبّوا فهل كان فيهم بصريّ؟
فنهض أبو العبّاس و هو يقول: الكوفة بلاد الأدب و وجه العراق و مبزغ أهلّة و عليها الجحاش و هي غاية الطالب، و منزل خيار الصحابة و أهل الشرف، و أن أهل البصرة لأشبه الناس بهم ثم قام.
ما جاء في مسجد الكوفة
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقد صلّى في هذا البيت يعني مسجد الكوفة تسعون نبيّا، و ألف وصيّ، و فيه فار التنّور، و خرجت منه السفينة، و فيه عصا موسى و خاتم سليمان بن داود، و البركة منه على اثني عشر ميلا، و هو أحد المساجد الأربعة التي تعظم، و لإن أصلّي فيه ركعتين أحبّ إليّ من أن أصلّي عشرا في غيره إلّا في المسجد الحرام و مسجد الرسول.
و قال ليث بن أبي سليم: بلغني أن المكتوبة في مسجد الكوفة تعدل حجّة، و التطوّع يعدل عمره.
و قال زادانفروخ مسجد الكوفة تسعة أجربة.
و يروى عن ابن عيينة قال: مرّ إبراهيم (عليه السلام) بالقادسيّة فرأى زهرتها فقال: قدّست و سمّيت القادسيّة.
و يقال إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن بالكوفة أربع بقاع قدس مقدّسة فيها أربعة [1] مساجد، قيل: سمّها يا أمير المؤمنين. قال: أحدها مسجد ظفر: و هو مسجد السّهلة، إن أطنابها من الأرض لعلى ياقوتة خضراء، ما بعث اللّه نبيّا إلّا صورة وجهه فيها. و الثاني مسجد جعفيّ: لا تذهب الأيّام و الليالي حتى تنبع منه عين. و الثالث مسجد غنيّ: لا تذهب الليالي و الأيّام حتى تنبع منه عين، و حوله جنينة. و الرابع مسجد الحمراء: و هو في موضع بستان، لا تذهب الليالي