عبد الملك، فلمّا استخلف أبو العبّاس أنفق عليها، ثم كان ينفق خليفة بعد خليفة، فلمّا استخلف المعتصم بالله سجلّ بتلك النفقة سجلا فانقطع الاستئمار و صارت جارية يحتسب بها العمّال فتحسب لهم.
و من كور فلسطين أيضا عمواس، و كورة لدّ، و كورة يبنا، و كورة يافا، و كورة قيساريّة، و كورة نابلس، و كورة سبسطية، و كورة بيت جبرين، و كورة غزّة، و عسقلان، و سمّيت فلسطين بفيلسين بن كسلوخيم بن صدقيا ابن كنعان بن حام بن نوح النبي (عليه السلام) و قال ابن الكلبيّ في قول اللّه عزّ و جلّ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ قال: هي فلسطين و في قوله الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ قال: فلسطين.
و فلسطين بلاد واسعة كثيرة الخير، و يقال: إنها من بناء اليونانيّين، و الزيتون التي بها من غرسهم.
و قال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «أبشركم بالعروسين غزّة و عسقلان».
و قال عمر بن الخطاب: لولا أن تعطّل الثغور و تضيق عسقلان بأهلها لأخبرتكم بما فيها من الفضل.
و قال عبد اللّه بن سلام: لكلّ شيء سراة و سراة الشام عسقلان.
و افتتحها معاوية في خلافة عمر بن الخطّاب.
و عن ابن عبّاس قال: جاء رجل إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يا رسول اللّه إني أريد العراق، فقال (صلى اللّه عليه و سلم): عليك بالشام، فإن اللّه جلّ و عزّ قد تكفّل لي بالشام و أهله، ثم الزم من الشام عسقلان، فإنه إذا دارت الرحا في أمّتي كان أهل عسقلان في راحة و عافية.
و قال أبو أمامة الباهليّ: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): من رابط بعسقلان يوما و ليلة ثم مات بعد ذلك بستّين سنة مات شهيدا، و لو مات في أرض الشرك.