التى يقال: إنها من عجائب الدنيا، و إنما التى من عجائب الدنيا ليست هذه التى على باب طبرية على جانب بحيرتها، فإن مثل هذه كثير رأينا فى الدنيا، فهو موضع من أعمال طبرية شرقى قرية يقال لها: الحسينية فى واد، و هو عمارة قديمة قيل:
عمّرها سليمان بن داود 7، و هو هيكل يخرج الماء من صدره، و قد كان يخرج من اثنى عشر موضعا، و كل عين مخصوصة بمرض من الأمراض، إذا اغتسل منها صاحب ذلك المرض يبرأ بإذن اللّه تعالى، و الماء أشد حرارة يكون و أصفى ما يكون و أعذب و أطيب رائحة، و هذا الموضع يقصده أصحاب الأمراض و العاهات و الزمنى و الرياح فيغتسلون فيه و عيونه تصب فى موضع كبير حسن يسبح الناس فيه، و منفعته ظاهرة و ما رأينا ما يشاكله إلا الثيرما [3] الذي فى حد تخوم القسطنطانية [4]، و سيأتى ذكره فى رحلة الروم إن شاء اللّه تعالى.
مدينة بيسان:
قيل: بها جامع ينسب إلى عمر بن الخطاب، و بها عين الفلوس، قيل:
هى من جملة العيون الأربعة.
عدنا إلى ذكر زيارات نواحى طبرية
[كفر مندة]:
و أيضا من طريق طبرية إلى مدينة عكّة قرية يقال لها: كفر مندة قيل:
إنها مدين، و اللّه أعلم، و قد زرنا مدين شرقى طور سينا، و سيأتى ذكرها إن شاء اللّه تعالى.
و بكفر مندة قبر صفوراء زوجة موسى، و بها الجب الذي قلع الصخرة من عليه و سقى