وحكى ابن
الأثير في تاريخه : إنّه في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة خرج بعمان طائر من البحر
أكبر من فيل ، ووقف على تلّ هناك وصاح بصوت عال ولسان فصيح : قد قرب! قد قرب! قد
قرب! ثمّ غاص في البحر ، فعل ذلك ثلاثة أيّام ثمّ غاب ولم ير بعد ذلك.
غانة
مدينة كبيرة في
جنوب بلاد المغرب ، متّصلة ببلاد التبر ، يجتمع إليها التجّار ومنها يدخلون بلاد
التبر ، ولولاه لتعذّر عليهم ذلك ، وهي أكثر بلاد الله ذهبا لأنّها بقرب معدنها ،
ومنها يحمل إلى سائر البلاد ، وبها من النمور شيء كثير ، وأكثر لباس أهلها جلد
النمر.
وحكى الفقيه
أبو الربيع الملتاني أن في طريق غانة من سجلماسة إليها أشجارا عظيمة مجوّفة ،
يجتمع في تجاويفها مياه الأمطار فتبقى كالحياض ، والمطر في الشتاء بها كثير جدّا ،
فتبقى المياه في تجاويف تلك الأشجار إلى زمان الصيف ، فالسابلة يشربونها في مرورهم
إلى غانة ، ولولا تلك المياه لتعذّر عليهم المرور إليها ، ويتّخذون أقتاب البعران
من خشب الصنوبر ، فإن مات البعير فقتب رحله يفيء بثمنه.
غدامس
مدينة بالمغرب
في جنوبيّه ضاربة في بلاد السودان ، يجلب منها الجلود الغدامسيّة ، وهي من أجود
الدباغ لا شيء فوقها في الجودة ، كأنّها ثياب الخزّ في النعومة.
بها عين قديمة
يفيض الماء منها ، ويقسمها أهل البلد قسمة معلومة ، فإن أخذ أحد زائدا غاض ماؤها ،
وأهل المدينة لا يمكنون أحدا يأخذ زائدا خوفا من النقصان. وأهلها بربر مسلمون
صالحون.