مدينة قديمة
بأرض الأندلس ، ذات خطّة فسيحة ، جمعت خيرات البرّ والبحر والزرع والضرع ، طيّبة
التربة ينبت بها الزعفران ويزكو بها ، ولا ينبت في جميع أرض الأندلس إلّا بها كأرض
روذراور بأرض الجبال.
بيضاء
مدينة بالأندلس
متقنة البناء بالحجر الأبيض المهندم ؛ قالوا :إنّها من بناء الجنّ ، بنوها لسليمان
بن داود ، عليه السلام ، من عجائبها أن لا يرى بها حيّة ولا عقرب ، ولا شيء من
الهوام المؤذية. حكى محمّد بن عبد الرحمن الغرناطي أنّ برستاقها صنفا من العنب ،
وزن الحبّة منه عشرة مثاقيل.
بيلقان
مدينة كبيرة
مشهورة ببلاد أرّان ، حصينة ذات سور عال ، بناها قباذ الملك ؛ قالوا : ليس بها ولا
في حواليها حجر واحد. ولمّا قصدها التتر ورأوا حصانة سورها أرادوا خرابه بالمنجنيق
، فما وجدوا حجرا يرمى به الحائط.
ورأوا أشجارا
من الدلب عظاما قطعوها بالمناشير ، وتركوا قطاعها في المنجنيق ، ورموا بها السور
حتى خرّبوا سورها ، ونهبوا وقتلوا والآن عادت إلى عمارتها.
ينسب إليها
مجير البيلقاني. كان رجلا فاضلا شاعرا ، وصل إلى أصفهان ، وذكر في شعر له أن أهل
أصفهان عمي ، فسمع رئيس أصفهان ذلك وأمر لكلّ شاعر في أصفهان أن يقول فيه شيئا ،
ففعلوا فجمعها في مجلد وبعثه إليه.