responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 28

ولئلّا يسدّ بعضنا الهواء عن بعض. فقال ، صلّى الله عليه وسلّم : ما لي لا أرى فيكم سلطانا ولا قاضيا؟ فقالوا : أنصف بعضنا بعضا ، وأعطينا الحقّ من أنفسنا ، فلم نحتج إلى أحد ينصف بيننا ، فقال ، صلّى الله عليه وسلّم : ما لأسواقكم خالية؟ فقالوا : نزرع جميعا ونحصد جميعا ، فيأخذ كلّ رجل منّا ما يكفيه ويدع الباقي لأخيه. فقال ، صلّى الله عليه وسلّم : ما لي أرى هؤلاء القوم يضحكون؟ قالوا : مات لهم ميت! قال : ولم يضحكون؟ قالوا : سرورا بأنّه قبض على التوحيد! قال ، صلّى الله عليه وسلّم : وما لهؤلاء يبكون؟ قالوا : ولد لهم مولود وهم لا يدرون على أيّ دين يقبض. قال ، صلّى الله عليه وسلّم : إذا ولد لكم مولود ذكر ماذا تصنعون؟ قالوا : نصوم لله شهرا شكرا. قال : وإن ولدت لكم انثى؟ قالوا : نصوم لله شهرين شكرا ، لأنّ موسى ، عليه السلام ، أخبرنا أن الصبر على الأنثى أعظم أجرا من الصبر على الذكر. قال ، صلّى الله عليه وسلّم : أفتزنون؟ قالوا : وهل يفعل ذلك أحد إلّا حصبته السماء من فوقه ، وخسفت به الأرض من تحته؟ قال : افتربون؟

قالوا : إنّما يربي من لا يؤمن رزق الله! قال : أفتمرضون؟ قالوا : لا نذنب ولا نمرض وإنّما تمرض أمّتك ليكون كفّارة لذنوبهم. قال ، صلّى الله عليه وسلّم : أفلكم سباع وهوام؟ قالوا : نعم تمرّ بنا ونمرّ بها فلا تؤذينا.

فعرض عليهم النبيّ. صلّى الله عليه وسلّم ، شريعته ، فقالوا : كيف لنا بالحجّ وبيننا وبينه مسافة بعيدة؟ فدعا النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، قال ابن عبّاس : تطوى لهم الأرض حتى يحجّ من يحجّ منهم مع الناس.

قال : فلمّا أصبح النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، أخبر من حضر من قومه ، وكان فيهم أبو بكر ، رضي الله عنه ، قال : إن قوم موسى بخير ، فعلم الله تعالى ما في قلوبهم فأنزل : وممّن خلقنا أمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون. فصام أبو بكر شهرا واعتق عبدا ، إذ لم يفضل الله أمة موسى على أمّة محمّد ، صلّى الله عليه وسلّم.

نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست