responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 25

ويدخلون الطعام عليه سرّا ، فإن عرف ذلك أحد من الرعيّة قتلوه لوقته ، ويشرب شرابا من الذّرة مقوّى بالعسل ، ولبسه الثياب الرفيعة من الصوف والخزّ والديباج ، وحكمه نافذ في رعيته ، ويده مطلقة يسترق من شاء ويتصرّف في أموالهم ، وهم يعتقدون أنّه يحيي ويميت ويصحّ ويمرض.

وجرى ذكر ملك النوبة في مجلس المهدي أمير المؤمنين ، فقال بعض الحاضرين إن له مع محمّد بن مروان قصّة عجيبة ، فأمر المهدي بإحضار محمّد بن مروان ، وسأله عمّا جرى بينه وبين ملك النوبة ، فقال : لمّا التقينا أبا مسلم بمصر وانهزمنا وتشتّت جمعنا ، وقعت أنا بأرض النوبة ، فأحببت أن يمكنني ملكهم من المقام عنده زمانا ، فجاءني زائرا ، وهو رجل طويل أسود اللون ، فخرجت إليه من قبّتي وسألته أن يدخلها ، فأبى أن يجلس إلّا خارج القبّة على التراب.

فسألته عن ذلك فقال : إن الله تعالى أعطاني الملك فحقّ عليّ أن أقابله بالتواضع.

ثمّ قال لي : ما بالكم تشربون النبيذ وانّها محرّمة في ملّتكم؟ قلت : نحن ما نفعل ذلك وإنّما يفعله بعض فساق أهل ملّتنا! فقال : كيف لبست الديباج ولبسه حرام في ملّتكم؟ قلت : إن الملوك الذين كانوا قبلنا ، وهم الأكاسرة ، كانوا يلبسون الديباج ، فتشبّهنا بهم لئلا تنقص هيبتنا في غير الرعايا. فقال : كيف تستحلّون أخذ أموال الرعايا من غير استحقاق؟ قلت : هذا شيء لا نفعله نحن ولا نرضى به ، وإنّما يفعله بعض عمّالنا السوء! فأطرق وجعل يردّد مع نفسه : يفعله بعض عمّالنا السوء! ثمّ رفع رأسه وقال : إن لله تعالى فيكم نعمة ما بلغت غايتها ، اخرج من أرضي حتى لا يدركني شؤمك! ثمّ قام ووكّل بي حتى ارتحلت من أرضه ، والله الموفق.

تغارة

بلدة في جنوبي المغرب بقرب البحر المحيط ، حدّثني الفقيه علي الجنحاني أنّه دخلها فوجد سور المدينة من الملح ، وكذلك جميع حيطانها ، وكذلك السواري

نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست