responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 206

مقدّسة جاد الرّبيع بلادها

ففي كلّ أرض روضة وغديرها

ومن خواص الشام أن لا تخلو عن الأولياء الأبدال الذين يرحم الله ويعفو بدعائهم ، لا يزيدون على السبعين ولا ينقصون عنها ، كلّما مات واحد منهم قام من الناس بدله ، ولا يسكنون إلّا جبل اللّكّام!

ومن خواصها الطاءات الثلاث : الطعن والطاعون والطاعة. أمّا طاعونها فنعوذ بالله منه ، وأمّا طعنها فمشهور أن أجنادها شجعان ، وأمّا طاعتها للسلطان فممّا يضرب به المثل حتى قيل : إنّما تمشّى الأمر لمعاوية لأنّه كان في أطوع جند ، وعليّ كان في أعصى جند وهم أهل العراق!

وبالشام من أنواع الفواكه في غاية الحسن والطيب ، وتفاحها كان يحمل إلى العراق لأجل الخلفاء. وكذلك الزيت الركابي فإنّه في عاية الصفاء ، وأهل الشام ينسبون إلى الجلافة وقلّة الفطنة!

حكى ابن أبي ليلى أنّه كان يساير رجلا من وجوه أهل الشام ، فمرّ بحمّال معه سلّة رمّان فأخذ منها رمّانة جعلها في كمّه ، فتعجبت من ذلك ثمّ رجعت إلى نفسي وكذبت بصري حتى مرّ بسائل فقير ، فأخرجها من كمّه وأعطاه ، فعلمت أني رأيتها وسألته عن ذلك ، فقال : أما علمت أن الأخذ سيئة واحدة والإعطاء عشر حسنات فكسبت تسعة؟

قال صاحب تحفة الغرائب : في بادية الشام شجرة إذا نظر الناظر إليها رأى أوراقها كالسرج المشعولة ، وكلّما كان الليل أظلم كان الضوء أشدّ. وإذا هشّ الورق لا يرى شيء من الضوء.

وحكى عبد الرحمن القشيري أن امرأة شريك بن خباسة قالت : خرجنا مع عمر بن الخطّاب إلى الشام ، فنزلنا موضعا يقال له القليب ، فذهب شريك ليستقي فوقعت دلوه في البئر ، فلم يقدر على أخذها لزحمة الناس ، فأخّر إلى الليل وأبطأ ، فأخبر عمر فأقام ثلاثا ، فإذا شريك أقبل ومعه ورقة خضراء فقال :

نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست