ويقع على مدّ البصر في بعد من ذلك الموضع. ولا يصاد في أرضهم قنفذ ولا
سلحفاة لأن أرضهم كثيرة الأفاعي وانّها تقتل الأفعى. قال ابن الفقيه : لا يرى
بسجستان بيت إلّا وتحته قنفذ.
وأهلها من خيار
الناس ، قال محمّد بن بحر الذهبي : لم تزل سجستان مفردة بمحاسن لم تعرف لغيرها من
البلدان ، وما في الدنيا سوقة أصحّ معاملة ولا أكثر مجاملة منهم ، ثمّ مسارعتهم
إلى إغاثة اللهيف ومؤاساة الضعيف ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ولو كان فيه
جدع الأنوف ، وأجلّ من هذا كلّه أنّهم امتنعوا على بني أميّة أن يلعنوا عليّ بن
أبي طالب على منبرهم.
ومن عادتهم أن
لا تخرج المرأة من منزلها أبدا ، فإن أرادت زيارة أهلها فبالليل.
ينسب إليها
رستم الشديد ، كان بالغا في الشجاعة والفروسيّة إلى حدّ قال الفردوسي في شاه نامه
:
جهان آفرين
تا جهان آفريد
سواري جو
رستم نيامد بديد
ذكر عنه أنّه
كان يجعل الرمح في قرنه ويرفعه من ظهر فرسه ، وإذا كان في ألف فارس يغلب ألفين :
ألف في مقابلة ألف ، وألف في مقابلة رستم.
سخا
مدينة بأسفل
مصر ، وهي قصبة الكورة الغربيّة. في جامعها حجر أسود عليه علامة : إذا أخرج من
الجامع دخلت العصافير إليه ، وإن أعيد إلى الجامع خرجت عنه!
سدوم
قصبة قرى قوم
لوط. وهي بين الحجاز والشام. كانت أحسن بلاد الله وأكثرها مياها وأشجارا وحبوبا
وثمارا ، والآن عبرة للناظرين. وتسمّى الأرض