responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 191

القبلي حجر مدوّر شبه درقة منقطة بأبيض وأحمر ، قالوا : بذل الفرنج فيه أموالا فلم يجابوا إليه. وللجامع أوقاف كثيرة وديوان عظيم ، وعليها أرزاق كثير من الناس ، منهم صنّاع يعملون القسيّ والنبال للجامع ويذخرونها ليوم الحاجة ، ذكروا أن دخل الجامع كلّ يوم ألف ومائتا دينار ، يصرف المائتان إلى مصالح الجامع والباقي ينقل إلى خزانة السلطان.

وأهل دمشق أحسن الناس خلقا وخلقا وزيّا ، وأميلهم إلى اللهو واللعب ، ولهم في كلّ يوم سبت الاشتغال باللهو واللعب. وفي هذا اليوم لا يبقى للسيّد على المملوك حجر ، ولا للوالد على الولد ، ولا للزوج على الزوجة ، ولا للأستاذ على التلميذ ، فإذا كان أوّل النهار يطلب كلّ واحد من هؤلاء نفقة يومه ، فيجتمع المملوك بإخوانه من المماليك ، والصبي بأترابه من الصبيان ، والزوجة باخواتها من النساء ، والرجل أيضا بأصدقائه ، فأمّا أهل التمييز فيمشون إلى البساتين ولهم فيها قصور ومواضع طيّبة ، وأمّا سائر الناس فإلى الميدان الأخضر ، وهو محوّط فرشه أخضر صيفا وشتاء من نبت فيه ، وفيه الماء الجاري.

والمتعيّشون يوم السبت ينقلون إليه دكاكينهم. وفيها حلق المشعبذين والمساخرة والمغنّين والمصارعين والفصّالين. والناس مشغولون باللعب واللهو إلى آخر النهار ، ثمّ يفيضون منها إلى الجامع ويصلّون بها المغرب ويعودون إلى أماكنهم.

بها جبل ربوة ، جبل على فرسخ من دمشق ؛ قال المفسرون : إنّها هي المذكورة في قوله تعالى : وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين. وهو جبل عال عليه مسجد حسن في وسط البساتين ، ولمّا أرادوا إجراء ماء بردى وقع هذا الجبل في الوسط ، فنقبوا تحته وأجروا الماء فيه ، ويجري على رأسه نهر يزيد ، وينزل من أعلاه إلى أسفله. وفي المسجد الذي على أعلى الماء الجاري. وله مناظر إلى البساتين ، وفي جميع جوانبه الخضرة والأشجار والرياحين.

ورأيت في المسجد في بيت صغير حجرا كبيرا ذا ألوان عجيبة ، حجمه كحجم صندوق مدوّر ، وقد انشقّ بنصفين وبين شقّيه مقدار ذراع ، لم ينفصل

نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : زكريّا بن محمّد بن محمود القزويني    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست