فإن ريشها يتساقط عنها وينبت لها ريش جديد ، ويزول عنها الضعف وترجع إلى
القوّة والشباب.
حكي انّه ذكر
في مجلس كسرى أنوشروان أن بأرض الهند جبلا فيه شجر ثمرتها تحيي الموتى ، فبعث رجلا
إلى بلاد الهند ليأتيه بصحة هذا الكلام ، فذهب إلى بلاد الهند يسأل عن الجبل حتى
اجتمع ببعض البراهمة ، فقال له : هذا الكلام مرموز من كلام الحكماء ، أرادوا
بالجبل الرجل العالم ، وبالشجرة علمه ، وبثمرتها فائدة علمه ، وبالحياة حياة
الآخرة. فقال كسرى : صدق عالم الهند ؛ الأمر كما ذكر.
يترب
قرية من قرى
اليمامة كثيرة النخل ؛ قال ابن الكلبي : كان بها رجل من العمالقة يقال له عرقوب ،
فأتاه أخ له مستميحا ، فقال له عرقوب : إذا أطلعت نحلي فلك طلعها. فلمّا أطلعت قال
: دعها حتى تصير بلحا ؛ فلمّا أبلحت قال :دعها حتى تصير زهوا ، ثمّ حتى تصير بسرا
، ثمّ حتى تصير رطبا ثمّ تمرا.
فلمّا أتمرت
عمد إليها ليلا فجدّها ، فصار مثلا في الخلف ؛ قال الأصمعي :
وعدت وكان
الخلف منك سجيّة
مواعيد عرقوب
أخاه بيترب
اليمامة
ناحية بين
الحجاز واليمن ، أحسن بلاد الله وأكثرها خيرا ونخلا وشجرا.
كانت في قديم
الزمان منازل طسم وجديس ، وهما من ولد لاوذ بن ارم بن لاوذ بن سام بن نوح ، عليه
السلام. أقاموا باليمامة فكثروا بها وملك عليهم رجل من طسم يقال له عمليق بن حيّاش
، وكان جبّارا ظلوما يحكم بينهم بما شاء.
حكي انّه احتكم
إليه رجل وامرأة في مولود بينهما ، فقال الزوج واسمه قابس :أيّها الملك أعطيتها
المهر كاملا ولم أصب منها طائلا إلّا ولدا جاهلا ، فافعل