يغلب على الظن أن تصدع سد مأرب، قد أرغم الأزد، على الهجرة من سبأ، و ان هذا كان من أسباب تفرقهم في البلاد، فلحقت الأوس و الخزرج بيثرب من أرض الحجاز، و لحقت خزاعة بيثرب من أرض الحجاز، و لحقت خزاعة بمكة، و ما حواليها من أرض تهامة، و لحقت وادعة و يحمد و خزام و عتيك و غيرهم بعمان، و لحقت ماسخة و ميدعان و لهب و غامد و يشكر و بارق و غيرهم بالشراة و لحق مالك بن عثمان بن أوس بالعراق، و لحقت جفنة و آل محرّق بن عمرو بن عامر و قضاعة بالشام.
و قد كان للأزد ملك بالشام من بني جفنة، و ملك يثرب في الأوس و الخزرج، و ملك بالعراق في بني فهم، ثم خرجت لخم و طيء من شعوبهم أيضا من اليمن و كان لهم ملك بالحيرة في آل المنذر [13] .
و في سنة 9 هـ قدم صرد بن عبد اللّه الأزدي في وفد من الأزد، فأسلم و حسن إسلامه، فأقره عليه الصلاة و السلام على من أسلم من قومه، و أمره أن يجاهد بمن أسلم أهل الشرك، فخرج صرد يسير بأمر رسول اللّه (ص) [14] .
و لما دخل وفد الأزد على النبي (ص) كلموه، فأعجبه ما رأى من سمتهم و زيهم، فقال: من أنتم؟قالوا: مؤمنون، فتبسم عليه الصلاة و السلام، و قال: إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم و إيمانكم؟