من حوادثهم التاريخية، أن قبيلة خثعم جمعت جموعا من اليمن، و غزت بني ثقيف بالطائف، فخرج إليهم غيلان بن سلمة في ثقيف، فقاتلهم قتالا شديدا، فهزمهم، و قتل منهم مقتلة عظيمة و أسر عدة منهم، ثم منّ عليهم و قال شعرا [2] .
و منها يوم وجّ، و هو الطائف كان بين بني ثقيف، و خالد بن هوذة.
و منها أن بني عامر بن ربيعة، جمعوا جموعا كثيرة من أنفسهم، و أحلافهم، ثم ساروا الى ثقيف بالطائف، و كانت بنو نصر ابن معاوية أحلافا لثقيف، فلما بلغ بنى ثقيف مسير بني عامر، استنجدوا بني نصر، فخرجت ثقيف الى بني عامر، و عليهم يومئذ غيلان بن سلمة بن متعب، فلقوهم، و قاتلتهم ثقيف قتالا شديدا، فانهزمت بنو عامر بن ربيعة، و من كان معهم. و ظهرت عليهم ثقيف فأكثروا القتل [3] .
و منها أن النبي (ص) أقام سنة 8 هـ بمكة عام الفتح، نصف شهر لم يزد على
[3] الاغاني للاصفهاني ج 12 ص 44. و في معجم ما استعجم للبكري ج 1 ص 77-79.
أن بني ثقيف عرفوا فضل الطائف فقالوا لبني عامر: ان هذه بلاد غرس و زرع، و قد رأيناكم اخترتم المراعي عليها فأضررتم بعمارتها و اعتمالها و نحن ابصر بعملها منكم فهل لكم أن تجمعوا الزرع و الضرع و تدفعوا بلادكم هذه إلينا فنثيرها حرثا و نغرسها أعنابا و ثمارا و أشجارا و نكظمها كظائم و نحفرها أطواء و نملاها عمارة و جنانا بفراغنا لها و اقبالنا عليها و شغلكم عنها و اختياركم غيرها فإذا بلغت الزروع و أدركت الثمار شاطرناكم فكان لكم النصف بحقكم في البلاد و لنا النصف بعملنا فيها فكنتم بين ضرع و زرع لم يجتمع لأحد من العرب مثله.
فدفعت بنو عامر الطائف الى ثقيف عمارتها فكانت بنو عامر تجيء أيام الصرام فتأخذ نصف الثمار كلها كيلا و تأخذ ثقيف النصف الثاني و كانت عامر و ثقيف تمنع الطائف من أرادهم. فلبثوا بذلك زمانا من دهرهم حتى كثرت ثقيف فحصنوا الطائف و بنوا عليها حائطا يطيف بها فسميت الطائف فلما قووا بكثرتهم و حصونهم امتنعوا من بني عامر فقاتلتهم بنو عامر فلم تصل إليهم و لم يقدروا عليهم و لم تنزل العرب مثلها دارا.
نام کتاب : معجم قبايل العرب نویسنده : عمر كحالة جلد : 1 صفحه : 149