responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انساب الاشراف للبلاذري نویسنده : البلاذري    جلد : 5  صفحه : 538
بَيْت المال بالمدينة سفط فِيهِ حلي وجوهر فأخذ منه عُثْمَان مَا حلى بِهِ بَعْض أهله، فأظهر النَّاس الطعن عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ وكلموه فِيهِ بكلام شديد حَتَّى أغضبوه، فخطب فَقَالَ:
لنأخذن حاجتنا من هَذَا الفيء وإن رغمت أنوف أقوام، فَقَالَ لَهُ عَلِي: [إِذَا تمنع من ذَلِكَ ويحال بينك وبينه،] وَقَالَ عمار بْن ياسر: أشهد اللَّه أَن أنفي أول راغم من ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَان: أعلي يا ابْن المتكاء تجترئ؟ خذوه، فأخذ ودخل عُثْمَان فدعا بِهِ فضربه حَتَّى غشي عَلَيْهِ ثُمَّ أخرج فحمل حَتَّى أتي بِهِ منزل أم سلمة زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يصل الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق توضأ وصلى وَقَالَ: الحمد لِلَّهِ لَيْسَ هَذَا أول يَوْم أوذينا فِيهِ فِي اللَّه، وقام هِشَام بْن الْوَلِيد بْن المغيرة المخزومي وَكَانَ عمار حليفًا لبني مخزوم فَقَالَ: يا عُثْمَان أما عَلِي فاتقيته وَبَنِي أَبِيهِ [1] ، وَأَمَّا نحن فاجترأت عَلَيْنَا وضربت أخانا حَتَّى أشفيت بِهِ عَلَى التلف، أما والله لئن مات لأقتلنّ به رجلا من بني أمية عظيم السرة، فَقَالَ عُثْمَان: وإنك لَهَا هنا يا ابْن القسرية، قَالَ: فإنهما قسريتان، وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة [2] ، فشتمه عُثْمَان وأمر بِهِ فأخرج، فأتى أم سلمة وإذا [3] هِيَ غضبت لعمار، وبلغ عَائِشَة مَا صنع بعمار فغضبت وأخرجت شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثوبا من ثيابه ونعلًا من نعاله ثُمَّ قَالَتْ: مَا أسرع مَا تركتم سنة نبيكم وَهَذَا شعره وثوبه ونعله لم يبل بَعْد، فغضب عُثْمَان غضبًا شديدًا حَتَّى مَا درى مَا يَقُول، فالتج [4] الْمَسْجِد وَقَالَ النَّاس: سبحان اللَّه سبحان اللَّه، وَكَانَ عَمْرو بْن العاص واجدًا عَلَى عُثْمَان لعزله إياه عَنْ مصر وتوليته إياها عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح، فجعل يكثر التعجب والتسبيح، وبلغ عُثْمَان مصير هِشَام بْن الْوَلِيد ومن مشى مَعَهُ من بَنِي مخزوم إِلَى أم سلمة وغضبها لعمار فأرسل إِلَيْهَا: مَا هَذَا الجمع؟ فأرسلت إِلَيْهِ: دع ذا عَنْك يا عُثْمَان ولا تحمل النَّاس فِي أمرك عَلَى مَا يكرهون. واستقبح النَّاس فعله بعمار وشاع فيهم فاشتدّ إنكارهم له.

[1] م: وبني أمية.
[2] س م: قسريتان، م: من جيلة.
[3] س: فإذا.
[4] ط س: فالتحّ.
نام کتاب : انساب الاشراف للبلاذري نویسنده : البلاذري    جلد : 5  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست