responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انساب الاشراف للبلاذري نویسنده : البلاذري    جلد : 5  صفحه : 188
حديث السن ليس له قدم ولا هجرة ولا تجربة، فإذا أتاك كتابي فأشخصه إلي، فلما قرأ أَبُو موسى الكتاب بعث بزياد إليه، فكلمه عُمَر وسأله فرد عليه رد فهم عاقل، فَقَالَ له عُمَر: أتخبر الناس بما أخبرتني؟ فَقَالَ: إذا أخبرتك أنت [1] فالناس علي أهون، فخرج عُمَر آخذًا بيده وهو يَقُول: هذا ممن يرفع اللَّه به خسيسة أهله، فَقَالَ زياد [2] : أيها الناس أنفقنا فِي عام كذا كذا وبقي كذا، وفى عام كذا كذا وبقي كذا، فتعجب الناس من حفظه وعقله، ثم أمر له عُمَر بألف درهم، فاستأذن على عُمَر فِي بعض الأيام فبعث إليه: انتظر أخرج إليك، فغلبته عينه فنام [3] وعليه خفان جديدان، فلما رآه عُمَر علاه بالدرة، فلما انتبه قَالَ: إنما أخذته بدرهم واحد، فَقَالَ عُمَر: فلا بأس إذًا، وعجب من فطنته، فأمره عُمَر أن يكتب فِي بعض الأمر فكتب كتابًا بليغًا فَقَالَ: غيره، فكتب فِي ذلك المعنى كتابًا آخر، فقال غيّره، فكتب كتابا ثالثا بارعا، فعجب عُمَر من سعة معرفته وتصرفه فِي بلاغته، ثم رده إلى البصرة فاشترى بالألف أباه عبيدًا فعتق، فلما كان من قابلٍ وفد على عُمَر فسأله عَنْ الألف، فَقَالَ: ابتعت بها عبيدًا أبي من صفية بنت (عُبَيْد بْن) [4] أسيد بْن علاج، فَقَالَ له: نعم الألف كان ألفك.
ثم لما قدم [5] علي بْن أبي طالب البصرة فأخذها [6] فاستعمل عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، استكتب ابن عباس زيادًا، ثم ولاه فارس، فسأل زياد [7] عَنْ أمثل سيرة الفرس، فقيل له سيرة أنوشروان كسرى بْن قباذ، كان يضع عَنْ أهل فارس من خراج كل عشر سنين خراج سنة، ففعل زياد مثل ذلك حتى عمرت فارس عمارة لم يعمر مثلها قطّ.

[1] أنت: زيادة من م.
[2] فتوح البلدان: 464
[3] قارن بالطبري 1: 2712 وابن عساكر 5: 407 والجهشياري 16، 17
[4] زيادة لازمة اعتمادا على ما تقدم.
[5] قارن بمروج الذهب 5: 22 وابن عساكر 5: 408
[6] س: فأخذ بها.
[7] قارن بالطبري 1: 3449
نام کتاب : انساب الاشراف للبلاذري نویسنده : البلاذري    جلد : 5  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست