responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انساب الاشراف للبلاذري نویسنده : البلاذري    جلد : 3  صفحه : 85
95- قَالُوا: ولما توفي أَبُو العباس واستخلف أمير الْمُؤْمِنِينَ المنصور كتب إِلَى زياد بْن عبيد اللَّه يأمره بالتشدد عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن الحسن حَتَّى يأتيه بابنه مُحَمَّد، فلم يفعل وجعل يعذر، وَكَانَ كاتب زياد يتشيع. فبلغ ذَلِكَ المنصور فكتب إِلَيْهِ: أن نح كاتبك حفصًا. فنحاه عَنْهُ ثُمَّ كتب زياد إِلَى عيسى بْن مُوسَى فكلم المنصور فِي رده فرده، واستبطأ المنصور زيادًا وشخص إِلَى الْمَدِينَة سنة أربعين ومائة، فأعطى اهل المدينة إعطاء كاملا، وقسم فيه مالا، وتحول زياد حين قدم المنصور عَن دار الإمارة، ونزل داره الَّتِي أقطعه إياها أَبُو العباس، وهي بالبلاط وهي الَّتِي يقال لَهَا دار مُعَاوِيَة.
ودخل زياد عَلَى المنصور فلم يأمره بالجلوس ولم يرد عليه السلام!! فلم يزل قائما حَتَّى انتصف الليل ثُمَّ رفع رأسه إِلَيْهِ فَقَالَ: قتلني اللَّه إن لم أقتلك!!! حذرت ابني عَبْد اللَّهِ حَتَّى هربا من بعد ما ظهرا، وقلت لمحمد: اذهب إِلَى حيث شئت. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وجهت عقبة بْن سلم فِي أمرهما فشخص من الْكُوفَة، فلم ينزل منزلا إِلا أظهر فِيهِ سفطا مَعَهُ فيه سكاكين وقال: أمرني أمير المؤمنين أن أذبح فلانا وفلانا. فلما بلغهما ذَلِكَ حذرا، فلو تركتني لرجوت أن أترفق بهما حَتَّى يظهرا.
ثُمَّ إنه أمر زيادًا بأخذ عبد الله بن الحسن، فأخذه وحبسه في دار مروان.
وكان منصور قبل قدومه الْمَدِينَة بعث عقبة بْن سلم بن الملة [1] إلى المدينة ليعلم علم محمد، فقد مها متنكرا فجعل يبيع العطر [2] ويدس غلمانا

[1] رسم الخط في هذه الكلمة غير واضح، ولعله يساعد على ان يقرء: الملد. ثم إن هذا المعنى ذكره مسندا في مقاتل الطالبيين ص 211.
[2] لعل هذا هو الصواب، ولكن ظاهر رسم الخط: «الفطر» وكذا فيما بعده.
وقال السيد أبو طالب: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن بزرج (ظ) قال: سمعت محمد بن يحيى الصولي يقول: سمعت محمد بن القاسم أبا العيناء يقول- وقد تذاكرنا ذهاب بصره- قال: كان أبو جعفر- يعني الدوانيقي- دعا جدي وكان في نهاية الثقة به والعقل عنده، فقال له: قد ندبتك لأمر عظيم عندي موقعه كما قال أبو ذويب:
ألكني إليها وخير الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر
ثم عرفه ما يريد منه وأطلق له مالا خطيرا، وقال: كل شيء تريده من المال بعد هذا فخذه وصر إلى المدينة فافتح بها دكان عطار، وأظهر أنك من خراسان (وأنك) شيعة لعبد الله بن الحسن بن الحسن وأنفق على أقربائه واهدلهم وله ما يقربك منهم وكاتبني مع ثقاتك بأنفاسهم وتعرف لي خبر ابنيه محمد وإبراهيم. فمشى جدي ففعل ذلك كله، فلما أخذ أبو جعفر عبد الله بن الحسن وإخوته جعل يوبخ عبد الله على شيء من قوله وفعله ويأتيه بما ظن عبد الله أنه ليس أحد يعلمه، فقال عبد الله لبعض ثقاته: من أين أتينا؟ قال: من جهة العطار. قال: اللهم أبله في نفسه وولده بما يكون نكالا له وردعا لغيره وبلاءا ليشهر به. قال: فعمي جدي وعمي بعده أبي وولده!!! وأنا على الحال التي ترون وكذلك ولدي من دعاء عبد الله بن الحسن إلى يوم القيامة.
هكذا ارواه عنه في الباب «8» من تيسير المطالب ص 117.
نام کتاب : انساب الاشراف للبلاذري نویسنده : البلاذري    جلد : 3  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست