رواية الضعيف لا تخرج من ليس بعدل عن حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة لأن ما روى الضعيف وما لم يرو في الحكم سيان وأما عبد الله بن كثير المقرئ الداريّ مقرئ أهل مكة- قرأت بنخشب في كتاب علل القراءات لأبى نصر منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله المقرئ العراقي: إنما قيل لعبد الله بن كثير: الداريّ، لأن الداريّ بلغة أهل مكة العطار، فكان له أصحاب يضاربون عنه ويخلفونه وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح مثل الداريّ. وقال الشاعر:
إذا التاجر الداريّ جاء بفارة ... من المسك راحت في مفارقهم تجرى
وإنما سمى داريا لأنه نسب إلى دارين وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب، ومن الناس من يقول: إنما سمى داريا لأنه كان عالما في هذه الصناعة وفي كلام العرب و [في-[1]] أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، والداريّ في كلام العرب مأخوذ من دري يدرى دراية فهو دار، ومنهم من قال: إنما قيل له الداريّ لأن الداريّ في كلام العرب صاحب مال ورب النعم كما قال الشاعر:
لبث رويدا يلحق الداريون ... سوف ترى ان لحقوا ما يبلون
أهل الحباب [2] البدن المكفيون
فقال وإنما سموه داريا لأنه مقيم في داره/ ومسجده في طاعة ربه عز وجل فنسب إلى الدار، لأنه كان مكفيا غير محتاج إلى تجارة أو إلى صنعة أو إلى [1] ليس في ك. [2] كذا، وفي صحاح الجوهري وغيره «الجياد» .