responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 7  صفحه : 176
مقدموهم وقتل الباقون، وكان ممن سلم [1] من مقدميهم الملك جفري، وأخوه [2] ، والبرنس أرناط صاحب الكرك والشوبك، وابن الهنفري [3] وابن صاحبة طبرية، ومقدم الديوية، وصاحب جبيل، ومقدم الاسبتار، قال ابن شداد [4] : ولقد حكى لي من أثق به أنه رأى بحوران شخصاً واحداً معه نيف وثلاثون أسيراً قد ربطهم بطنب خيمة لما وقع عليهم من الخذلان.
ثم إن القومص الذي هرب في أول الأمر وصل إلى طرابلس، فأصابه ذات الجنب فهلك منها، وأما مقدما الاسبتار والديوية فإن السلطان قتلهما وقتل من بقي من صنفهما حياً، وأما البرنس أرناط فإن السلطان كان قد نذر أنه إن ظفر به قتله، وذلك لأنه كان قد به عبر عند الشوبك قوم من الديار المصرية في حال الصلح فغدر بهم وقتلهم، فناشدوه الصلح الذي بينه وبين المسلمين، فقال ما يتضمن الاستخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبلغ السلطان فحملته حميته ودينه على أن يهدر دمه.
ولما فتح الله تعالى عليه بنصره جلس في دهليز الخيمة لأنها لم تكن نصبت بعد، وعرضت عليه الأسارى، وسار الناس يتقربون إليه بمن في أيديهم منهم، وهو فرح بما فتح الله تعالى على يده للمسلمين، ونصبت له الخيمة فجلس فيها شاكراً لله تعالى على ما أنعم به عليه. واستحضر الملك جفري وأخاه البرنس أرناط، وناول السلطان جفري شربة من جلاب وثلج فشرب منها، وكان على أشد حال من العطش، ثم ناولها البرنس؛ وقال السلطان للترجمان: قل للملك أنت الذي سقيته، وإلا أنا فما سقيته. وكان من جميل عادة العرب وكريم أخلاقهم أن الأسير إذا أكل أو شرب من مال من أسره أمن، فقصد السلطان بقوله ذلك، ثم أمر بمسيرهم إلى موضع عينه لهم، فمضوا بهم إليه فأكلوا شيئاً، ثم عادوا بهم، ولم يبق عنده سوى بعض الخدم فاستحضرهم،

[1] يعني سلم وأسر، كما جاء في سيرة ابن شداد.
[2] كان حقه أن يقول: الملك (جاي) وجفري أخوه (جفري Geoffri de Lusignan) وقد نبه دي سلان إلى ذلك، ولكن المؤلف هنا يتابع ابن شداد.
[3] البرنس أرناط هو Prince Renaud de Chatillon وابن الهنفري Humphrey of Thoron.
[4] السيرة: 77.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 7  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست