responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 6  صفحه : 428
الليث إلى بغداد فسلمه إسماعيل إليه، فحمله.
وقال ابن طاهر المذكور قبل هذا في تاريخه: إن عمرو بن الليث الصفار انهزم وقتل خلق كثير من أصحابه. وكانت الوقعة على باب بلخ يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين، وقبل ذلك هرب ابن أبي ربيعة كاتب عمرو بن الليث إلى إسماعيل بن أحمد، ومعه قائد من قواده في خلق كثير، فأصبح عمرو في يوم الوقعة وقد عرف الخبر، ثم كثر هرب [1] أصحابه إلى إسماعيل، فضعف قلب عمرو وهرب، واشتغل بالعسكر، وبعث في طلب عمرو جيشاً، فوجدوه واقفاً على فرس، فقبضوا عليه، وسره إسماعيل إلى المعتضد، وأخبره بما جرى، وانه سيره إلى سمرقند، حتى يرد عليه أمر أمير المؤمنين، فاشتد سرور الخليفة بذلك، وقلد الخليفة إسماعيل ما كان مقلده مضافاً إلى عمله. وتوجه عبد الله بن الفتح إلى إسماعيل في طلب عمرو، فلما وصل إلى إسماعيل وجه إليه، فقيده وأرسله، وإلى جانبه رجل من أصحاب إسماعيل بيده سيف مشهور، وقيل لعمرو: إن تحرك في أمرك أحد رمينا رأسك إليهم، فلم يتحرك أحد، ووصلوا إلى النهروان يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين، وحل قيد عمرو، فلما كان يوم الخميس مستهل جمادى الأولى ركب الجند للقائه وعمرو في القبة قد أرخى جلالها [2] عليه، فلما بلغ باب السلامة أنزل عمرو من القبة، وألبس دراعة ديباج وبرنس السخط، وحمل على جمل له سنامان، يقال له إذا كان ضخماً على هذه الصورة " الفالج "، في غاية الارتفاع، وكان عمرو قد أهداه فيما أهدى للخليفة، وقد ألبس الجمل الديباج وحلي بذوائب وأرسان مفضضة، وأدخل بغداد فاشتقها في الشارع العظم إلى دار الخليفة بقصر الحسني، وعمرو رافع يديه يدعو ويتضرع دهاء منه، فرقت له العامة، وأمسكت عن الدعاء عليه، ثم أدخل على الخليفة وقد جلس له واحتفل به، فوقف بين يديه ساعة، وبينهما قدر خمسين ذراعاً، وقال له: هذا ببغيك يا عمرو، ثم أخرج من

[1] ر: هرب أكثر.
[2] ر: جلاجلها.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 6  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست