responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 6  صفحه : 414
بجيشه [1] ليس معه من يعضده ولا يشاركه في هذا الأمر! ولما بلغ الخليفة ذلك دعا ببرد النبي صلى الله عليه وسلم وقضيبه، وأخذ القوس ليكون أول من رمى، ولعن الصفار، فطابت أنفس الموالي.
ولما كان صبيحة الأحد لتسع خلون من رجب وردت عساكر الصفار في التعبية إلى موضع يقال له اصطربند [2] ، وهي قرية بين السيب ودير العاقول من النهروان الأوسط، وجمع أصحابه ليحمل بهم، وتقدم بنفسه كما كان يفعل قبل ذلك، وأقبل وعليه دراعة ديباج سوداء، ولما تواقف الصفان خرج من الموالي خشتج القائد فقام بين الصفين وقال لأصحاب الصفار: يا أهل خراسان وسجستان، ما عرفناكم إلا بطاعة السلطان وتلاوة القرآن وحج البيت وطلب الإنكار [3] ، وإن دينكم لا يتك إلا باتباع الإمام [4] ، وما نشك أن هذا الملعون قدموه عليكم، وقال لكم: إن السلطان قد كتب إليه بالحضور، وهذا السلطان قد خرج لمحاربته، فمن آثر منكم الحق بدينه وشرائع الإسلام فلينفرد عنه إذ كان شاقاً للعصا محارباً للسلطان، فلم يجيبوه عن كلامه، وكان هذا خشتج شجاعاً مقداماً.
ولما تخلص محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان من أسر الصفار - وقد تقدم ذكر أسره وحمله مقيداً - قال له خشتج: يا آل طاهر، اشتريتمونا بأموالكم وأهديتمونا إلى ولد العباس، فاستخلفونا وملكونا الضياع والأموال، حتى قدنا الجيوش وحاربنا عن بيضة الإسلام، فلم نخرج من الدنيا حتى حاربنا الصفار عنك يا والي خراسان مع مولانا أمير المؤمنين، وخلصناك بعد الأسر والقيد الثقيل من مدينة إلى مدينة على بغل إكاف ورددناك من العراق إلى خراسان، فالحمد لله على ما تفضل به مولانا من خلاصك، وأولانا هذا الفعل الجميل فيك.

[1] ر: متفرد في جيشه.
[2] ع: اصطربيد؛ ق: اصطرنبد.
[3] ر: الأذكار.
[4] ع: بطاعة السلطان.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 6  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست