responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 4  صفحه : 10
إسحاق الفيروزابادي الشيرازي وتخرج عليه، وأنه أول من اشتغل بالفقه من عمود نسبه، وأنه توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وقد ناهز تسعين سنة من العمر.
قلت: وكان عود والدي رحمه الله تعالى إلى دمشق المحروسة في يوم الخميس السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وسبعين وستمائة، وقد قلد الأحكام بالشام المحروسة على ما كان عليه الرسم في مباشرة ذلك إلى ثاني عشر صفر سنة تسع وسبعين وستمائة؛ وصرف عن الحكم في ذلك في المحنة التي جرت بدمشق بسبب قيام الأمير شمس الدين الأشقر الصالحي بالأمير بدمشق وأعمالها، وما آل أمره إليه من الحروب في دمشق في التاريخ المذكور، عندما كسره العسكر القادم من الديار المصرية، وكان مقدمه الأمير علم الدين الحلبي الكبير الصالحي. ثم أعيد والدي إلى الحكم بالبلاد الشامية في رابع عشر شهر ربيع الأول من السنة المذكورة فاستمر إلى سلخ المحرم سنة ثمانين وستمائة، وانفصل عنها، وانقطع بالمدرسة النجيبية التي توفي فيها حسبما تقدم ذكره، وكنت أنا يومئذ مدرسها، واستمرت بيدي ثلاث عشرة سنة. ورتب له على المصالح في كل شهر ثلاثمائة درهم، ثم أضيفت إليه المدرسة الأمينية التي بدمشق في أثناء السنة المذكورة، واستمر على ذكر الدرس بها والعود إلى مسكنه والاجتماع بمن تردد إليه من العلماء والفضلاء والأدباء على اختلاف طبقاتهم، والبحث معهم والمذاكرة لهم وبث العلوم والفوائد إلى أن توفي في التاريخ المقدم ذكره، قدس الله روحه ونور ضريحه.
وهذه نبذة فيها خلاصة أحواله المتأخرة مع المبالغة في الاختصار والإيجاز، ولم أذكر منها هذه اللمعة إلا لاحتمال من يتفق وقوفه على هذه التعليقة، ويتشوف للوقوف على شيء من أحواله، لكونه تأسياً لما في هذا الكتاب من ذكر التواريخ.
وقد ذكرت في أول هذه التعليقة صورة ما اخترته وما اعتقدته فيما نقلته من هذا الكتاب، فأغنى عن إعادته، والله الموفق للصواب.

سنة عشر وستمائة بقلعة حلب، وتوفي يوم الأربعاء رابع شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وستمائة، وكنت بحلب في ذلك الوقت، وذفن بالقلعة.
(146) وترتب مكانه ولده الملك الناصر صلاح الدين أبو المظفر يوسف ابن الملك العزيز، واتسعت مملكته، فإنه ملك عدة بلاد من الجزيرة الفراتية لما كسر الخوارزمية، وكان مقدم جيشه الملك المنصور صاحب حمص، وذلك في أواخر سنة إحدى وأربعين أو أوائل سنة اثنتين وأربعين، ثم ملك دمشق والبلاد الشامية يوم الأحد سابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وستمائة، ومولده بقلعة حلب في تاسع عشر رمضان سنة سبع وعشرين وستمائة، وقصده التتر وملكوا الشام، فخرج من دمشق في صفر سنة ثمان وخمسين، وقتل في الثالث والعشرين من شوال سنة ثمان وخمسين بالقرب من المراغة من أعمال أذربيجان على ما نقل الناقل، والله أعلم، وقصته مشهورة.
(147) وتوفي عمه الملك الصالح صلاح الدين أحمد ابن الملك الظاهر صاحب عين تاب في شعبان سنة إحدى وخمسين وستمائة، وكانت ولادته في صفر سنة ستمائة بحلب، ومات بعين تاب، رحمهم الله تعالى أجمعين. وإنما قدموا العزيز وهو الأصغر على أخيه الصالح لأن أمه صفية خاتون بنت الملك العادل بن أيوب، فقدموه في الملك لأجل جده وأخواله اولاد العادل، وأما الصالح فإن أمه جارية.
(148) وتوفي الشرف الحلي المذكور في ليلة السابع والعشرين من شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة بدمشق، رحمه الله تعالى، ودفن بظاهرها في جوار مسجد النارنج شرقي مصلى العيد، ومولده في منتصف شهر ربيع الآخر سنة سبعين وخمسمائة بالحلة، وهو من مشاهير شعراء عصره.

نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 4  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست