responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحه الريحانه ورشحه طلاء الحانه نویسنده : المحبي    جلد : 1  صفحه : 203
وبمُهْجتي نَشْوانُ من خمرِ الصِّبا ... لعبتْ بنا قَهْراً سُلافةُ خمْرِهِ
يرْنُو إلىَّ بساحرٍ من طَرْفِهِ ... عنه روَى هاروتُ قصةَ سِحْرِهِ
بدرٌ تكامَل في المحاسِن خَلْقُهُ ... لمَّا غدا منه المَحاقُ بخَصْرِهِ
هذا معنى أرق من خصر مليح، وفيه مع هذه المقابلة تنشيط وتمليح.
وأظنه رأى بيت المطَّوِّعيِّ فاستجاد معناه، وشيد بوصف الكمال مغناه.
وبيت المطَّوِّعيِّ:
قضيبٌ ولكنْ مَبْسمُ النَّورِ ثغرُه ... وبدرٌ ولكن المَحاقَ بخَصْرِهِ
ولقد مر بي أبيات في هذا المعنى لابن مخلد، لعبت بي لَعِبَ الشمول، بحُرِّ العقول.
وهي:
لعبتْ به نُجْلُ المَحاجِرْ ... لَعِبَ الخناجرِ بالحَناجِرْ
بأبي رواقدُ في سُوَيْ ... داءِ القلوبِ وفي النَّواظرْ
هُنَّ البدورُ ولا مَحا ... قَ لهُنَّ إلا في الخواطِرْ
تتمة الأبيات من القصيدة:
قد بات يسْقينا مُدامة ثَغْرِهِ ... وتُضيءُ مجلَسنا لآلئُ دُرِّهِ
طَرْفي بجنَّة حسنِه مُتنعِّمٌ ... والقلبُ في نارِ الجحيم بهَجْرِهِ
قد لامَني فيه العذولُ جَهالةً ... لم يَدْرِ ما صَحْوُ الهوى من سُكْرِهِ
بَحْرُ المحبَّة ليس يبلُغ غَوْرَه ... لم يُلْفِ ساحلَ بَرِّه من بحرِهِ
يا قلبُ رِفْقاً كم تُحمِّلني الأسى ... أوَ مَا ترى جَوْرَ الزمانِ بِحُرِّهِ
مَهْلا لقد حمَّلتني عِبْئاً لقد ... أعْيَى الجبالَ الشُّمَّ شَمَّةُ نَزْرِهِ
وألِفْتُ صَرْفَ الدهر حتى إنه ... سيِاَّنِ عندي عُسْره مع يُسْرِهِ
وما أحاسن محاسنه قوله:
ومَصُونٍ عليه غَيْرةُ حُسْنٍ ... حجَبْته عن أعْيُن الأوهامِ
حبُّه في القلوبِ سِرٌّ خَفِيٌّ ... كخَفاءِ الأرْواحِ في الأجسامِ
ملِكٌ لم يدَعْ من الحسنِ شَيَّا ... لِسواهُ بَراه في الأحْلامِ
وقوله:
ألا يابنَ الأُلَى سادُوا أراك تفوقُهمْ ... وتبلغُ إن شاء الله الإلهُ العُلَى حَتْمَا
فأنت هلالٌ والهلالُ نمُوُّه ... دليلٌ له أن يْغتدِى قمراً تِمَّا
هذا من قول الآخر:
إن الهلالَ إذا رأيتَ نُمُوَّه ... أيْقْنتَ أن سيصيرُ بدراً كاملاَ
قلت: عامة أهل الأدب وغيرهم أن نجاح الأمور وسعادتها، ونحوستها وخيبتها، بأوائلها.
وفي أمثال العامة: " ليلة العيد من العصر ما تخفى ".
" والليلة المضيَّه تبان من عشيَّة ".
" واليوم المبارك من أوله يبين ".
ويقولن: " لو أراد يسعدني أيش كان يقعدني ".
كما قيل:
إذا بلغ الفتى عشرين عاماً ... ولكم يفْخَر فليس له افْتخارُ
وقال:
وإذا الفتى مرَّتْ له في عمرِه ... خمسونُ عاماً للتُّقى لا يجْنحُ
عكَفتْ عليه المُخْزِياتُ فما لَهُ ... مُتحوَّلٌ عنها ولا مُتزحْزَحُ
وإذا رآى إبْليسُ غُرَّةَ وجهِه ... حَيَّى وقال فَدَيْتُ مَن لا يُفِلحُ
والمنجمون على خلافه، فإنهم يقولون: هذا بحسب الطالع، فقد يكون في أول العمر، وقد يكون في أوسطه، وفي آخره.
وكذا في الشرع، قد يولد المرء مؤمناً أو كافراً في أول أمره، وفي أوسطه، وآخره، ثم يعرض له خلافه.
وما ذهبوا إليه أوهام. انتهى باختصار.
ومن كتاب اللآلي قال الشهاب: قلت: الواهم ابن أخت خالته، فإن الأول في وادٍ وهذا في آخر، بعيد عنه بمراحل، لأن الجمهور أرادوا أن الله خلق في كل أحدٍ استعداداً للسعد وغيره، تظهر علاماته عليه في أول أمره.
كما قال:
في المهدِ ينطِق عن سعادِة جَدِّه ... أثرُ النَّجابِة ساطعُ البُرهانِ
وأما برُوزه من القوَّة، فقد يُسرِع وقد يُبْطِى، كما لا يخفى.
وله:
أنا ما بين زُمْرِة الأقْرانِ ... خَصَّ حَظّي الزمانُ باِلحرْمانِ
فالعُلالاتُ لي سحائبُ يبْدُو ... بَرْقُها خُلَّباً مكانَ الأمانِي
هذا من قول بعضهم: برقٌ خلَّب، وعلالات للنفس وخدعٌ لها.

نام کتاب : نفحه الريحانه ورشحه طلاء الحانه نویسنده : المحبي    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست