responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور    جلد : 27  صفحه : 216
الحجام، فقال له: مالك تنظر إلي؟! وليس أضرب في قفا هذا بمعولي وأنت واقف، فتوارينا عنه، فإذا هو يعطف أنفه بيده اليسرى ويمسك المحجمة بيده اليمنى ويمص بفيه، فقال يحيى: أما هكذا فنعم.
قال محمد بن مسلم السعدي: وجه إلي يحيى بن أكثم يوماً فصرت إليه، فإذا عن يمينه قمطرة مجلدة فجلست، فقال: افتح هذه القمطرة ففتحها، فإذا شيء خرج منها، رأسه رأس إنسان، وهو من سرته إلى أسفله خلق زاغ، وفي صدره وظهره سلعتان، فكبرت وهللت وجزعت، ويحيى يضحك، فقال لي بلسان فصيح طلق ذلق:
أنا الزاغ أبو عجوه ... أنا ابن الليث واللبوه
أحب الراح والريحا ... ن والنشوة والقهوه
فلا عربدتي تخشى ... ولا تحذر لي سطوه
ولي أشياء تستظر ... ف يوم العرس والدعوه
فمنها سلعة في الظه ... ر لا تسترها الفروه
وأما السلعة الأخرى ... فلو كان لها عروه
لما شك جميع النا ... س فيها أنها ركوه
ثم قال: يا كهل، أنشدني شعراً غزلاً، فقال لي يحيى: قد أنشدك الزاغ، فأنشده، فأنشدته:
أغرك أن أذنبت ثم تتابعت ... ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب
وأكترث حتى قلت ليس بصارمي ... وقد يصرم الإنسان وهو حبيب

نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور    جلد : 27  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست