المروات لا يعتبون على غلمانهم هذا فقلت في نفسي أنا اشتريت الأصمعي ولم أدبر قال وأردت أن أتزوج امرأة سرا من بنت عمي فاستكتمته فدفعت إليه دينارا لشراء حوائج وسمك هازبي[1] فاشترى غيره فغاظني فقال: رأيت بقراط يذم الهازبي فقلت يا بن الفاعلة لم أعلم إني اشتريت جالينوس فضربته عشرة مقارع فاخذني وضربني سبعا وقال يا مولاي الأدب ثلاث وضربتك سبعا قصاصا فضربته فرميته فشججته فذهب إلى ابنة عمي وقال الدين النصيحة ومن غشنا فليس منا أن مولاي قد تزوج واستكتمني فقلت لا بد من تعريف مولاتي الخبر فشجني وضربني فمنعتني بنت عمي من دخولي الدار وحالت بيني وبين ما فيها وما زالت كذلك حتى طلقت المراة وسمته بنت عمي الغلام الناصح فلم يمكن ان أكلمه فقلت اعتق هذا واستريح فلما اعتقته لزمني وقال الآن وجب حقك علي ثم أنه أراد الحج فزودته فغاب عشرين يوما ورجع وقال قطع الطريق ورأيت حقك أوجب ثم أراد الغزو فجهزته فلما غاب بعت مالي بالبصرة وخرجت عنها خوفا من أن يرجع انتهى واسم جده خلاد بن ياسر بن سليمان وأصله من اليمامة وهو من بني حنيفة ورئيسهم قال وكان من اللسن وسرعة الجواب والدعابة على ما لم يكن عليه أحد من نظرائه وله أخبار حسان وأشعار وهو الذي دخل على المتوكل في قصره فقال: كيف تقول في دارنا هذه فقال: أن الناس بنوا دورهم في الدنيا وأنت بنيت الدنيا في دارك قال وكان انحدر من بغداد إلى البصرة في زورق فيه ثمانون انسانا فغرق الزورق فلم يتخلص أحد ممن كان فيه غير أبي العيناء تعلق بطرف الزورق فاخرج حيا فلما دخل البصرة مات وجزم المسعودي في المروج بأنه مات في هذه السنة في جمادى الآخرة قال الخطيب روى عن الأصمعي وأبي عبيدة وابن [1] الهازبي نوع من السمك 12 قاموس.