responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيره عمر بن عبد العزيز نویسنده : ابن عبد الحكم، أبو محمد    جلد : 1  صفحه : 117
النَّاس أَلا ترَوْنَ أَنكُمْ فِي أسلاب الهالكين وَفِي بيُوت الميتين وَفِي دور الظاعنين جيرانا كَانُوا مَعكُمْ بالْأَمْس أَصْبحُوا فِي دور خامدين بَين آمن روحه إِلَى يَوْم القياممة وَبَين معذب روحه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ تحملونه على أَعْنَاقكُم ثمَّ تضعونه فِي بطن من الأَرْض بعد غضارة من الْعَيْش وتلذذ فِي الدُّنْيَا فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ثمَّ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون أم وَالله لَوَدِدْت أَنه بديء بِي وبلحمتي الَّتِي أَنا مِنْهَا حَتَّى يَسْتَوِي عيشنا وعيشكم أم وَالله لَو أردْت غير هَذَا من الْكَلَام لَكَانَ اللِّسَان بِهِ مني منبسطا ولكنت بأسبابه عَارِفًا ثمَّ وضع طرف رِدَائه على وَجهه فَبكى وَبكى النَّاس مَعَه
جَوَابه إِلَى الْقرظِيّ فِي الموزنة بَين الموعظة وَالصَّدَََقَة

وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْقرظِيّ أما بعد فقد بَلغنِي كتابك تعظني وتذكر مَا هُوَ لي حَظّ وَعَلَيْك حق وَقد أصبت بذلك أفضل الْأجر إِن الموعظة كالصدقة بل هِيَ أعظم أجرا وَأبقى نفعا وَأحسن ذخْرا وَأوجب على المرءالمؤمن حَقًا لكلمة يعظ بهَا الرجل الْمُؤمن أَخَاهُ لِيَزْدَادَ بهَا فِي هدى رَغْبَة خير من مَال يتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَإِن كَانَ بِهِ إِلَيْهِ حَاجَة وَلما يدْرك أَخُوك بموعظتك من الْهدى خير مِمَّا ينَال بصدقتك من الدُّنْيَا وَلِأَن ينجو رجل بموعظتك من هلكة خير من أَن ينجو بصدقتك من فقر فعظ من تعظه لقَضَاء حق عَلَيْك وَاسْتعْمل كَذَلِك نَفسك حِين تعظ وَكن كالطيب المجرب الْعَالم الَّذِي قد علم أَنه إِذا وضع الدَّوَاء حَيْثُ لَا يَنْبَغِي أعنته وأعنت نَفسه وَإِذا أمْسكهُ من حَيْثُ يَنْبَغِي جهل وأثم وَإِذا أَرَادَ أَن يداوي مَجْنُونا لم يداوه وَهُوَ مُرْسل حَتَّى يستوثق مِنْهُ ويوثق لَهُ خشيَة أَن لَا يبلغ مِنْهُ من الْخَيْر مَا يَتَّقِي مِنْهُ من الشَّرّ وَكَانَ طبه

نام کتاب : سيره عمر بن عبد العزيز نویسنده : ابن عبد الحكم، أبو محمد    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست