responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سير اعلام النبلاء - ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 6  صفحه : 227
الكُتُبِ, فَلَمَّا جِيْءَ بِإِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ وَرَدَّ أَعْوَانَه فِي طَلَبِ المَنْعُوتِ لَهُ, وَإِذَا بِالسَّفَّاحِ وَإِخْوَتِهِ وَأَعْمَامِه قَدْ هَرَبُوا إِلَى العِرَاقِ, وَاخْتَفَوْا بِهَا عِنْدَ شِيْعَتِهم.
فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ كَانَ نَعَى إِلَيْهِم نَفْسَه, وَأَمَرَهُم بِالهَرَبِ فَهَرَبُوا مِنَ الحُمَيْمَةِ, فَلَمَّا قَدِمُوا الكُوْفَةَ أَنْزَلَهم أَبُو سَلَمَةَ الخَلاَّلُ, وَكَتَمَ أَمْرَهُمْ.
فَبَلَغَ الخَبَرُ أَبَا الجَهْمِ, فَاجْتَمَعَ بِكِبَارِ الشِّيْعَةِ, فَدَخَلُوا عَلَى آلِ العَبَّاسِ, فَقَالُوا: أَيُّكُم عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِيَّةِ؟ قَالُوا: هَذَا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ ثُمَّ خَرَجَ أَبُو الجَهْمِ وَمُوْسَىُ بنُ كَعْبٍ وَالأَعْيَانُ فَهَيَّؤُوا أَمْرَهُم وَخَرَجَ السَّفَّاحُ عَلَى بِرْذَوْنٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ الجُمُعَةَ وذَلِكَ مُسْتَوْفَىً فِي تَرْجَمَةِ السَّفَّاحِ وَفِي "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ" وَفِي تَرْجَمَةِ عَمِّ السَّفَّاحِ عَبْدِ اللهِ.
وَفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ سَارَ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُوْرُ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ, لِيَأْخُذَ رَأْيَه فِي قَتْلِ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ بنِ سُلَيْمَانَ الخَلاَّلِ وزيرهم, وذلك أنه نَزَلَ بِهِ السَّفَّاحُ وَأَقَارِبُه حَدّثَتْهُ نَفْسُه بِأَنْ يُبَايِعَ عَلَوِيّاً وَيَدَعَ هَؤُلاَءِ, وَشَرَعَ يُعَمِّي أَمْرَهُم عَلَى قُوَّادِ شِيْعَتِهم, فَبَادَرَ كِبَارُهم وَبَايَعُوا لِسَفَّاحٍ, وَأَخْرَجُوْه فَخَطَبَ النَّاسَ فَمَا وَسِعَهُ أَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ إلَّا المُبَايَعَةُ فَاتَّهَمُوْهُ.
فَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: انْتَدَبَنِي أَخِي السَّفَّاحُ لِلذَّهَابِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ, فَسِرتُ عَلَى وَجَلٍ, فَقَدِمتُ الرَّيَّ, ثُمَّ شَرُفْتُ عَنْهَا فَرْسَخَيْنِ, فَلَمَّا صَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ مَرْوَ فَرْسَخَيْنِ, تَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ فِي الجُنُوْدِ, فلما دنا مني, ترجل ماشيا, فقبل يَدِي ثُمَّ نَزَلتُ, فَمَكَثتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَسْأَلُنِي، عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُه فَقَالَ فعلها أبو سلمة؟ أنا اكفيكموه فدعا مرارا بنَ أَنَسٍ الضَّبِّيَّ فَقَالَ: انْطلِقْ إِلَى الكُوْفَةِ, فَاقْتُلْ أَبَا سَلَمَةَ حَيْثُ لَقِيْتَه. قَالَ: فَقَتَلَهُ بَعْدَ العِشَاءِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيْرُ آلِ مُحَمَّدٍ.
وَلَمَّا رَأَى أَبُو جَعْفَرٍ عَظَمَةَ أَبِي مُسْلِمٍ, وَسَفْكَه لِلدِّمَاءِ, رَجَعَ مِنْ عِنْدِه, وَقَالَ لِلسَّفَّاحِ: لَسْتَ بِخَلِيْفَةٍ إِنْ أَبْقَيْتَ أَبَا مُسْلِمٍ قال وكيف؟ قال: ما يصنعإلَّا مَا يُرِيْدُ. قَالَ: فَاسْكُتْ, وَاكْتُمْهَا.
وَأَمَّا ابْنُ هُبَيْرَةَ, فَدَامَ ابْنُ قَحْطَبَةَ يُحَاصِرُه بِوَاسِطَ أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً, فَلَمَّا تَيَقَّنُوا هَلاَكَ مَرْوَانَ, سَلَّمُوْهَا بِالأَمَانِ, ثُمَّ قَتَلُوا ابْنَ هُبَيْرَةَ, وَغَدَرُوا بِهِ, وَبِعِدَّةٍ مِنْ أُمَرَائِهِ.
وَفِي عَامِ ثَلاَثَةٍ وَثَلاَثِيْنَ: خَرَجَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ شَرِيْكٌ المَهْرِيُّ بِبُخَارَى, وَنقمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ كَثْرَةَ قَتْلِه وَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْنَا آلَ مُحَمَّدٍ. فَاتَّبَعَه ثَلاَثُوْنَ أَلفاً فَسَارَ عَسْكَرُ أَبِي مُسْلِمٍ, فَالْتَقَوْا, فقتل شريك.

نام کتاب : سير اعلام النبلاء - ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 6  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست