responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سير اعلام النبلاء - ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 425
وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِر عَمَّنْ ذَكَرَهُ أَنَّ الخَطِيْب وَقَعَ إِلَيْهِ جُزءٌ فِيْهِ سَمَاعُ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ فَأَخَذَهُ وَقصد دَارَ الخِلاَفَة وَطلب الإِذن في قراءته فقال الخَلِيْفَة: هَذَا رَجُل كَبِيْرٌ فِي الحَدِيْثِ وَلَيْسَ لَهُ فِي السَّمَاع حَاجَةٌ فَلَعَلَّ لَهُ حَاجَةً أَرَادَ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلَيْهَا بِذَلِكَ فَسلُوْهُ مَا حَاجتُهُ؟ فَقَالَ: حَاجَتِي أَنْ يُؤذن لِي أَنْ أُملِي بِجَامِع المَنْصُوْر. فَأَذِنَ لَهُ فَأَملَى.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: سَأَلتُ هِبَةَ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الشيرَازِي: هَلْ كَانَ الخَطِيْبُ كتَصَانِيْفه فِي الحِفْظِ؟ قَالَ: لاَ كُنَّا إِذَا سَأَلنَاهُ عَنْ، شَيْءٍ أَجَابْنَا بَعْد أَيَّام وَإِنْ أَلْحَحْنَا عَلَيْهِ غَضِبَ كَانَتْ لَهُ بَادرَة وَحشَة وَلَمْ يَكُنْ حَفِظهُ عَلَى قَدَر تَصَانِيْفه.
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيورِي: أَكْثَر كُتُبُ الخَطِيْب سِوَى تَارِيخ بَغْدَاد مُسْتفَادَةٌ مِنْ كُتُبِ الصُّوْرِيّ كَانَ الصُّوْرِيُّ ابْتدَأَ بِهَا وَكَانَتْ لَهُ أُخْتٌ بِصُوْر خلَّف أَخُوْهَا عِنْدَهَا اثْنَيْ عَشَرَ عِدْلاً مِنَ الكُتُب فَحصَّل الخَطِيْبُ مِنْ كتبه أَشيَاء. وَكَانَ الصُّوْرِيُّ قَدْ قَسَّمَ أَوقَاتَهُ فِي نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ شَيْئاً.
قُلْتُ: مَا الخَطِيْبُ بِمُفتقر إِلَى الصُّوْرِيّ هُوَ أَحْفَظُ وَأَوسعُ رحلَة وَحَدِيْثاً وَمَعْرِفَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخلاَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مرزوق الزعفراني، حدثنا الحافظ أبو بكر الخَطِيْب قَالَ: أَمَّا الكَلاَمُ فِي الصِّفَات فَإِنَّ مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السُّنَن الصِّحَاح مَذْهَبُ السَّلَف إِثبَاتُهَا، وَإِجرَاؤُهَا عَلَى ظوَاهرهَا وَنَفْيُ الكَيْفِيَة وَالتَّشبيه عَنْهَا وَقَدْ نَفَاهَا قَوْمٌ فَأَبطلُوا مَا أَثبَتَهُ الله وَحققهَا قَوْمٌ مِنَ المُثْبِتين فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ إِلَى ضَرْب مِنَ التَّشبيه وَالتَّكييف وَالقصدُ إِنَّمَا هُوَ سُلُوْك الطّرِيقَة المتوسطَة بَيْنَ الأَمرِيْن وَدينُ الله تَعَالَى بَيْنَ الغَالِي فِيْهِ وَالمُقصِّر عَنْهُ. وَالأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الكَلاَم فِي الصِّفَات فَرْعُ الكَلاَم فِي الذَّات وَيُحتذَى فِي ذَلِكَ حَذْوُهُ وَمثَالُه فَإِذَا كَانَ معلُوْماً أَن إِثْبَاتَ رَبِّ العَالِمِين إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ كَيْفِيَة فَكَذَلِكَ إِثْبَاتُ صِفَاته إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ تحديدٍ وَتَكييف.
فَإِذَا قُلْنَا: للهِ يَد وَسَمْع: وَبصر فَإِنَّمَا هِيَ صِفَاتٌ أَثبتهَا الله لِنَفْسِهِ وَلاَ نَقُوْل: إِنَّ مَعْنَى اليَد القدرَة وَلاَ إِنَّ مَعْنَى السَّمْع: وَالبصر العِلْم وَلاَ نَقُوْل: إِنَّهَا جَوَارح. وَلاَ نُشَبِّهُهَا بِالأَيدي وَالأَسْمَاع وَالأَبْصَار الَّتِي هِيَ جَوَارح وَأَدوَاتٌ لِلفعل وَنَقُوْلُ: إِنَّمَا وَجب إِثبَاتُهَا لأَنَّ التَّوقيف وَردَ بِهَا وَوجب نَفِيُ التَّشبيه عَنْهَا لِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى:11] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد} [الإِخلاَص:4] .

نام کتاب : سير اعلام النبلاء - ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست