responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافه العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم المدني    جلد : 1  صفحه : 174
تيرى زدى وزخم دل اسوده شدازان. هان أي طبيب خست ولان مرهم ذكر وقوله سانحه قد جرى ذكري يوماً من الأيام في بعض المجالس العالية. والمحافل السامية. فبلغني أن بعض الحضار ممن يدعى الوفاق. وعادته النفاق. ويظهر الوداد. ودأبه العناد. جرى في ميدان البغي والعدوان. وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان. ونسب إلي من العيوب ما لم تزل فيه. ونسي قوله تعالى أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه. فلما علم أني علمت بذلك. ووقفت على سلوكه في تلك المسالك. كتب إلي رقعة طويلة الذيل. مشحونة بالندم والويل. يطلب فيها الرضا. ويلتمس الاغماض عما مضى. فكتبت إليه في الجواب. جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب. وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب. فقد روينا عن سيد البشر. والشفيع المشفع في المحشر. أنه قال يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة وسيآته في كفة فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها فيقول يا رب ما هذه البطاقة فيقول عز وجل هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي. أن أشكر ما أسديته من النعم إلي. فكثر الله خيرك. وأجزل مبرك. مع أني لو فرضت أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان. ووجهتني بالوقاحة والعدوان. ولم تزل مصراً على شناعتك ليلاً ونهاراً مقيماً على سوء صناعتك سراً وجهاراً. ما كنت أقابلك إلا بالصفح والصفاء ولا أعاملك إلا بالمودة والوفاء. فإن ذلك من أحسن العادات. وأتم السعادات. وإن بقية مدة الحياة أعز من أن تصرف في غير تدارك ما فات. وتتمة هذا العمر القصير. لا تسمع مؤاخذة أحد على التقصير. ومن شعره قوله وقد سأله بعض سادات عصره القول على قصيدة له رثى بها والده مطلعها
جارتي كيف تحسنين ملامي ... أيداوي كلم الحشا بكلام
فقال رحمه الله تعالى وأجاد
خلّياني ولوعتي وغرامي ... يا خليلي واذهبا بسلامي
قد دعاني الهوى فلباه لبى ... فدعاني ولا تطيلا ملامي
إن من ذاق نشوة الحب يوماً ... لا يبالي بكثرة اللوامي
خامرت خمرة المحبة عقلي ... وجرت في مفاصلي وعظامي
فعلي الحلم والوقار صلاة ... وعلى العقل ألف ألف سلام
هل سبيل إلى وقوف بوادي ... الجزع يا صاحبيّ أو المام
أيها السائر الملح إذا ما ... جئت نجداً فعج بوادي الخزام
وتجاوز عن ذي المجاز وعرج ... عادلاً عن يمين ذاك المقام
وإذا ما بلغت حزوي فبلغ ... جيرة الحيّ يا أخيّ سلامي
وانشدن قلبي المعنى لديهم ... فلقد ضاع بين تلك الخيام
وإذا ما رقوا لحالي فسلهم ... أن يمنوا ولو بطيف منام
يا نزولاً بذي الاراك إلى كم ... تنقضي في فراقكم أعوامي
ما سرت نسمة ولا ناح في الدوح ... حمام إلا وحان حمامي
أين أيامنا بشرقي نجد ... يا رعاها الآله من أيامي
حيث غصن الشباب غض ورو ... ض العيش قد طرزته أيدي الغمام
وزماني مساعد وأيادي الل ... هو نحو المنى تجر زمامي
أيها المرتقي ذرى المجد فرداً ... والمرجى للفادحات العظام
يا حليف الندى الذي دمعت ف ... يه مزايا تفرقت في الأنام
نلت في ذروة الفخار محلاً ... عسر المرتقي عزيز المرام
نسب طاهر ومجد أثيل ... وفخار عال وفضل سام
قد قرنّا مقالكم بمقال ... وشفعنا كلامكم بكلام
ونظمنا الحصى مع الدر في سم ... ط وقلنا العبير مثل الرغام
لم أكن مقدماً على ذا ولكن ... كان طوعاً لأمركم أقدامي
عمرك الله يا نديمي أنشد ... جارتي كيف تحسنين ملامي
وقوله أيضاً.
أحبتنا أن البعاد لقتّال ... فهل حيلة للقرب منكم فنحتال

نام کتاب : سلافه العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم المدني    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست