responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصه الاثر في اعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي    جلد : 3  صفحه : 313
حاكمها حُسَيْن باشا وأكابر الْبَلَد أَن يكون الشَّيْخ عمر المترجم مفتيا وانه ينْتَقل الى مَذْهَب الحنفى وألزموه بذلك لحاجتهم الى مفت حنفى فجَاء من غَزَّة الى الرملة هُوَ والرئيس مُحَمَّد بن الغصين وَمكث بهَا مُدَّة وَقَرَأَ على شيخ الحنفيه الشَّيْخ خير الدّين الرملى دروسا فى الْفِقْه من الْكَنْز وَغَيره وَأَجَازَهُ بالافتاء والتدريس وَمكث مفتيا حنفيا الى ان توفى وحمدت كِتَابَته على الْفَتَاوَى وَلم يعرف لَهُ هفوة لعلمه وتثبته فِيمَا يكْتب وَكَانَ من أهل الثروة مبجلا مُعظما وَله فصاحة كَامِلَة وَحسن انشاء حَتَّى انه كَانَ حَاكم غَزَّة اذا كَاتب أحد تكون مُكَاتبَته بِخَط المشرقى الْمَذْكُور وَبَينه وَبَين الْخَيْر الرملى وَالسَّيِّد مُحَمَّد بن حَمْزَة نقيب الشَّام مكاتبات عديدة وَمن مخاطبات الْخَيْر لَهُ فصيح الدَّهْر وبليغ الْعَصْر الذى يتقهقر عِنْد مَنْطِقه كل منطيق واذا سئم بليغ من مجاراته أجَاب بِلَا أُطِيق لَا أُطِيق عمر الزَّمَان وزهر الاوان
(من طلعت على الورى ذكاؤه ... فَقيل هَا أنوار شمس المشرقى)

(قلت وفى رَاحَة كفى رقمه ... سُبْحَانَ من يهدى لهَذَا الْمنطق)
وهى قصيدة ثَلَاثَة عشر بَيْتا وَكتب اليه فى صدر كتاب
(الى ذى المعالى والمعارف من بِهِ ... تتيه على الامصار غَزَّة هَاشم)

(وأعنى بِذَاكَ المشرقى الى سما ... على من سواهُ بالسخا والمكارم)
وَكتب الى الْخَيْر يسْأَله عَن مسئلة الامى اذا تعلم مَا تصح بِهِ صلَاته فَكتب اليه
(سحر ترى مَا أرى أم نسمَة سحرًا ... أم كَوْكَب غلبت أنواره القمرا)

(أم رَوْضَة أينعت أَغْصَانهَا فغدت ... تُعْطى المنى كل من قدسا مها نظرا)

(بهَا الَّذِي تشتهيه النَّفس من نعم ... يمِيل ميلًا لمن يجنى بهَا ثمرا)

(أم اللآلى ترى نورا اذا لمحت ... كَذَا ترى اذ صفت ألوانها الدررا)

(أم تِلْكَ يَا عمر شمس المشرقى بَدَت ... فجددت عهد فاروق القضا عمرا)

(نعم بِلَا شُبْهَة هَذَا الاخير هُوَ الذى وعيشك للانظار قد ظهرا ... )

(تالله يَا عمر الْعَصْر الجدير بِأَن ... نثنى عَلَيْك لقد فقت الذى غبرا)

(أَعْطَيْت خطا وحظا جَامعا بهما ... علما وحلما يردان الذى افتخرا)

(فصرت مرجع أهل الْفضل لَا بَرحت ... علومهم فى ازدياد تقتفى الاثرا)

(هَذَا وَقد جاءنى رق الْبَلَاغ فَمَا ... أبقى محلا لما جَاءَت بِهِ الشعرا)

(ففى الفصاحة شان لَا نَظِير لَهُ ... وفى البلاغة مَا ان مثله نظرا)

(فان أَحْسَنت كَانَ الامر بدعا ... والا مِنْكُم يُرْجَى الْكَمَال)
ثمَّ أعقب هَذَا النّظم بنثر وَهُوَ رضى الله عَنْك وأرضاك وأخصب فى مرابع المحامد مرعاك سَلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله سَلاما يَتَّخِذهُ الْبَدْر برق محياه وَقَامَ لاجلاله سنا شمس الضُّحَى وحياه وافتك حَاسِرَة حسيره ونزهة يسيره يشرفها ذكرك ويكرمها شكرك والعذر وَاضح وتفسر الْوَاضِح فاضح فان لى خاطر امتى تفكر تفطر وان رَاجع وتدبر الْقدر تصبر وَالْحر خل عاذر واللئيم خب غادر وَمثلك يغض وَلَا يغضى وحلمك لاشك الى الرِّضَا يفضى وَكتب الْمُحب الاكبر وَالْفَقِير الاصغر النائى عَن الاخوان مُحَمَّد الْمَدْعُو ببديع بل بشنيع الزَّمَان وَحكى الطالوى انه حن يَوْمًا الى وَطنه حنين الْفَحْل الى عطنه والمهجور الى سكنه وَقد ذكر مسْقط راسه ومشتعل نبراسه وهى الْبَلدة الْبَيْضَاء أعنى فاس فتصاعدت مِنْهُ لغدقتها الانفاس حَتَّى ذرفت عَيناهُ بالدموع شوقا الى تِلْكَ الْمنَازل والربوع فَلَمَّا رأى الْحَاضِرُونَ حَاله رق كل لَهُ ورثى لَهُ قَالَ فَقلت على لِسَان حَاله وَقد توجه لمنزله ببلباله قِطْعَة سبقته الى النادى وَكَانَت عِنْده كبعض الايادي مَعَ لغز فى اسْم بَلْدَة مراكش وَكَانَ قد جرى شئ من ذكرهَا فنظم ذَلِك فى اثرها
(ربعت على تِلْكَ الربوع هتون ... وطفاء فِيهَا للبروق حنين)

(مسفوحة العبرات سفح مدامعى ... نَحْو الديار كأنهن عُيُون)

(فسقى معالم فاس حَيْثُ صبابتى ... وصباى فِيهَا صَاحب وخدين)

(فارقتها وَأَنا الضنين وَرُبمَا ... يسخو الْفَتى بِالروحِ وَهُوَ ضنين)

(فعلى معالمها تَحِيَّة مغرم ... فى قلبه لهوى الديار شجون)
وَأما اللغز فَهُوَ
(وَمَا اسْم خماسى مُسَمَّاهُ بَلْدَة ... تركب من شكين وَهُوَ يَقِين)

(فَشك ترَاهُ الْعين باد بِلَا مرا ... وَشك بقلب لَا ترَاهُ عُيُون)
فَكتب اليه بسرعه لما وصلت اليه الرقعة وَمَا زَالَ العَبْد من حِين مفارقتكم لَا يقر لَهُ قَرَار الى ان ورد شذا انظمكم المعطار فَقَالَ طَالبا للقبول على استعجال من الرَّسُول
(مولاى لَا زلت فَردا فى المكارم يَا ... أَبَا المعالى فى أرفع الدرج)

نام کتاب : خلاصه الاثر في اعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي    جلد : 3  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست