responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصه الاثر في اعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي    جلد : 2  صفحه : 46
والكرامات وَنَشَأ هُوَ فِي صدر الْعِزّ بنعم جزيلة فَمَال طبعه نَحْو الْكَمَال فَقَرَأَ على عُلَمَاء بَلَده عُلُوم الْعَرَبيَّة والفنون الأدبية وعاشر الأدباء وجالس الشُّعَرَاء وَلما شاع خَبره شدّ الرّحال إِلَيْهِ الأدباء من الأقطار وَاجْتمعَ عِنْده مِنْهُم مَا لم يجْتَمع عِنْد أحد من أُمَرَاء عصره وسافر إِلَى الرّوم فِي أَيَّام السُّلْطَان مُرَاد بن سليم شاه وَاجْتمعَ بمعلمه الْمولى سعد الدّين بن حسن جَان ومدحه بعدة قصائد فَأكْرمه ومدحه للسُّلْطَان وَجمعه بِهِ فولاه ولَايَة حماة وَرجع إِلَيْهَا فَأقبل عَلَيْهِ الشُّعَرَاء من كل مَكَان وَأقَام حَاكما بهَا ثَلَاث سِنِين ثمَّ عزل وَأقَام بمنزله ثمَّ بعد مُدَّة ولى إِمَارَة معرة النُّعْمَان وَتوجه إِلَيْهَا بعشائره وتكرر لَهُ الْعَزْل عَنْهَا وَعَن حماة وَالتَّوْلِيَة لَهما وعانده الدَّهْر فِي بعض الأحيان وَكَانَ صبورا على نوائبه وَكَانَ فِي جَمِيع حالاته مشتغلا بالأدب وَكَانَ ينظم الشّعْر فَيَأْتِي فِيهِ بِكُل معنى رائق وَلَفظ شائق مِمَّا يَلِيق أَن يعلق تَمِيمَة فِي جيد الزَّمَان وينظم فريدة فِي عقد الْحسن وَالْإِحْسَان فَمن ذَلِك قَوْله فِي الْعَزْل
(آه من لي بظبية فتانة ... وَهِي تلهو ومهجتي ولهانه)

(ذَات ثغر كَأَنَّهُ اللُّؤْلُؤ ... الرطب حكى كفها وحاكت بنانه)

(هِيَ فِي الْقد غُصْن بَان وَلَكِن ... من رأى الْقد قَالَ ذِي رمانه)

(يَا عجيبا مِنْهَا تظن سلوا ... من فُؤَادِي وتشتكى سلوانه)

(يَا عجيبا إِنِّي أُرِيد رِضَاهَا ... وَهِي فِي حَالَة الرضى غضبانه)

(لست أخْشَى فِي حبها من عذول ... فَدَعوهُ فِينَا يُطِيل لِسَانه)

(حَاصِل الْأَمر أَن يُقَال فلَان ... طَار صيتًا بحبه لفلانه)

(أناصب بحبها مستهام ... ملك الْحبّ سره وعيانه)

(لست أنسى لما مضى ورقيبي ... عينه من يَد الْكرَى ملآنه)

(وقضينا الْوِصَال رشفا وضما ... بقلوب هيمانة حيرانه)

(وَأَرَادَ الجموح طرف التصابي ... فلوينا عَمَّا أَرَادَ عنانه)

(وملكنا نفوسنا بِرِضَاهَا ... وزجرنا بعفة شَيْطَانه)

(فدع العاذلين ينقلن عني ... آه من لي بظبية فتانه)
وَمن شعره قَوْله من جملَة قصيدة يتشكى فِيهَا من الزَّمَان وَمَا لَاقَى من الْأَلَم فِي وَطنه
(حادي العيس سر بِغَيْر ارتياب ... ففؤادي قد حن للاغتراب)

(لَا أُرِيد الأوطان والذل فِيهَا ... وَاضع طوقه بِأَعْلَى الرّقاب)

نام کتاب : خلاصه الاثر في اعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي    جلد : 2  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست