responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليه البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : البيطار، عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 971
عقب الثورة العرابية، طلب المترجم في الضبطية، وسجن مع المتهمين من العلماء، وغيرهم من الأكابر والأمراء، ومنعوا عنه معاشه، وتكلم فيه بعض حاسديه بكل قباحة ووحاشه، بما ليس له حقيقة، ولا أصل ولا طريقة، وتكرر عليه السؤال، وتكدرت عليه الأحوال، ولما ظهرت براءته، وانفرجت عنه مساءته، خرج من السجن المعلوم، وظهرت براءته لدى العموم، فنظم قصيدة بارعة سارت مسرى الأمثال، يمدح بها الجناب الخديوي ويتبرأ مما افتراه عليه الجهال، ولما عرضت على حضرة الخديوي أجلها، وأحلها من القبول محلها، وطلبه للمثول بين يديه، وأقبل عليه بكليته وأعاد معاشه إليه، فنظم قصيدة ثانية ضمنها واقعة الحال، مع التنصل مما نسب إليه والتشكر على ما نال، وفي سنة ثلاثمائة واثنتين توجه إلى الأقطار الحجازية، لأداء فريضة الحج الشرعية، فاجتمع بأكابر علمائها، وأفراد فضلائها وأدبائها، فاعترفوا له بقدره، وصدق كل منهم على ارتقائه في سره وجهره، وله في هذه السفرة رحلة جليلة، قد احتوت من بديع النظم والنثر على كل نكتة جميلة. وفي سنة ثلاثمائة وثلاث سافر من مصر لزيارة بيت المقدس والخليل والشام، ومعه حضرة نجله عز تلو أمين بك الشهم الهمام، فحينما حضر اعترف له الجميع بكماله، وأنه يندر في هذا الوقت وجود مثاله، وشهد له فقاؤهم بالتضلع من علوم الشريعة، وفصحاؤهم بالبراعة في كل بديعة، ومحدثوهم بصحة الرواية، وعقلاؤهم بكمال الدراية، ولا يزال أثره بينهم مأثوراً، وفضله على ألسنتهم مذكوراً، ثم رجع من دمشق إلى بعلبك وأخذ طريق الجبل إلى بيروت، وألوان الزهور في طريقه وأرجها يغني عن الشراب والقوت. وقد كان رحمه الله من الطبقة الأولى في النظم والنثر، ومن الفرقة الذين انفردوا بالجاه والرفعة والقدر، قد اشتهر ببراعة القلم في

نام کتاب : حليه البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : البيطار، عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 971
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست