responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفه الطالبين في ترجمه الإمام النووي نویسنده : ابن العطار    جلد : 1  صفحه : 24
وكُنتِ به مثْلَ العروس فأصبحت ... لديه من الحور الحسان العرائسُ
فِلِلَه غصنْ عندما ائم زهرْة ... فاينْع وأضحى رطبة وهو يابسُ
وبدر تمام والبدورُ متى تَغِبْ ... تُرَج وهذا منه قلبي آيسُ
فأقسم مَا النعْمى بها القلم ناعم ... عليه ولا البُؤس بها القلب يأنسُ
وهَيْهات لو أني صديق ومات لم ... أعْش بعده لما حوتْهُ الرّوامسُ
فيا دهرُ هل كانت مَناياه أكوسا مُلِئْت بها سُكْرا فرأسك ناكس
ويأكل يوم بعده صار ليلة ... أما تنجلي بالصبح منه الحنادِسُ
لقد أجفلت عرى المسائل بعده ... وعَهدي بها من قبل وهى أوانسُ
يطلود منهل الشرود كأنها ... مُهيأ يُدريها بالقسى الفوارس
ولو أنه فينا لعُدْنا وكُنّسُ ... الجواري لدينا إلا الظياء الكوانِسُ
لهُ في رسول الله والآل أسْوَةُ ... وأصحابه عنهم تقوى الفرادس
أبْو أن يؤبوا نحو دنيا دنية ... وملابسها تعُرى بها وهو لابسُ
وكانت لياليه كأيامه سنا ... فأيامنا مثل الليالي دوامسُ
سعى عهد عهد فأنا عصابة ... مدامعها تسقى لذى الحزن غارسُ
وكيف تبكيه ويعلم أنه ... على ما إليه صار كان يُنافَسُ
ورثاه تلميذه الفقيه الأديب الأمين سلطان إمام الروايحة رضي الله عنه:
بَكتْ العلومُ لفقد منْ أحياها ... منْ بعد طول خمولها وخفاها
ذَهبتْ لمذهبه المذاهب بعدما ... جَلى مأخذها وشدْ عراها
وغدت مودعة تودع من له ... قد أقسمتْ أنْ لا ينال خبَاها
أفلت شموس سعودنا من بعده ... والعين فارقها الكرى وقلاهَا
يا للرجال رزية عمت فلا ... جبرلها من ذا يطيف دواها
قد أظلم الأفق المنير لفقد من ... حاز الفضائل كلها وحواها
أضحى على الأقطار منه وحشة ... حتى تشابه صبحها بمساها
لله أية حسرة أبنا بها ... إذا فارقت تلك النفوس شفاها
السيد القوام والحبر الذي ... أعيت مناقبه لمن جاراها
والناسك الحبر الإمام المقتدي ... بأئمة في العلم طال بناها
يا محييا للدين بعد أماته ... ومؤيداً لشريعة اَخاها
يا آمراً بالعرف يرضى ربه ... بوَأت من دار النعيم أعلاها
يَبْكيك ذاَ الليل إليهم فطال ما ... قَدْ قُمتْ فيه مُسبحاً أواها
وكذاك صوَمُك في الهَواجرْ داَئباً ... سيان عندك حرها وشتاها
يا هذا سلت المعالي والرضا ... يا عارفاً عتَبَ الدنيا وفناها
أعرضت إذ دُنْيا أتتك مطيعة ... ورغبت في دنيا يدوم بقاها
خَطبتك حور في جنان زينت ... لقدوم نفس قد زكى مسعاها
فلجنة الفردوس من بشرى بالذي ... قد حلها طوبى لها سكناها
فالسنة الغراء تبكى فقده ... إذ من أغاليظ الرواة حماها
وكذاك مذهبُ ابن أدريس الذي ... فاق الأئمة سؤدداً فعلاها
فاليوم بُنْيان القواعد قد هوى من بعد تشييد وحسن بناها
من للمسائل كاشفاً عن سرها إذا عَضَلَتْ وتعسرت فتواها
إذ كنت توضحها بلفظ موجز ... فيطيب منك جدادها وجناها
وإذا تحل بنا النوازل من لنا ... في رفعها عنا رحل عراها
أمْ مِنْ نُرجية لدفع كريهة ... يوماً إذا ماعَمنا بلواها
قد كنت محيي الدين حِصْناً مانعا ... عنا فوا آسفا عليك وأهاً
فلقد غَدوتْ مكرما في صحبة ... كانت نفوسهم لديك شفاها
نام کتاب : تحفه الطالبين في ترجمه الإمام النووي نویسنده : ابن العطار    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست