responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 7  صفحه : 610
ذكر من اسمه بشار

3512 - بشار بن برد أبو معاذ الشاعر مولى بني عقيل ويقال: إن اسم جده يرجوخ، سباه المهلب بن أبي صفرة من طخارستان، ويقال لبشار: المرعث، ولد أعمى، وهو المقدم من الشعراء المحدثين، أكثر الشعر وأجاد القول، وهو بصري قدم بغداد، وكان المهدي أمير المؤمنين اتهمه بالزندقة فقتله عليها.
أخبرني علي بن أيوب الكاتب، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، قال: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، قال: حدثني علي بن مهدي، قال: حدثني أبو حاتم السجستاني، قال: قال لي أبو عبيدة: قيل لبشار: المُرَعَّث، لأنه كان يلبس في أذنه وهو صغير رعاثا، والرعاث القرطة، واحدها رعثة، وجمعها على لفظ واحدها رعثات، ورعثات الديك: المتدلي أسفل حنكه، قال الشاعر:
سقيت أبا المطرح إذ أتاني وذو الرعثات منتصب يصيح
شرابا يهرب الذبان منه ويلثغ حين يشربه الفصيح
والرعث: الاسترسال والتساقط، وكأن اسم القرطة اشتق منه أخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين القطيعي، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال: حدثني محمد بن المرزبان، قال: حدثنا أحمد بن أبي طاهر، قال: حدثنا أبو الصلت العنزي، قال: سمي بشار بن برد المرعث بشعره:
من لظبي مرعث فاتن العين والنظر
قال لي لست نائلي قلت أو يغلب القدر
وأخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثنا القطيعي، قال: حدثنا ابن الأنباري، قال: حدثنا محمد بن المرزبان، قال: حدثني ابن أبي طاهر، عن محمد بن سلام، قال: إنما سمي بشار المرعث، لأنه كان لقميصه جيبان يخرج رأسه مرة من هذا ومرة من هذا، وكان يضم القميص عليه من غير أن يدخله في رأسه، قال: والرعث عند العرب: الاسترخاء والاسترسال، والرعثة: القرط، وكذلك الرعث والرعاث: القرطة، قلت: وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى أن بشارا قال الشعر ولم يبلغ عشر سنين.
أخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني علي بن أبي عبد الله الفارسي، قال: أخبرني أبي، عن عبد الرحمن بن المفضل، عن أبي عبيدة، قال: كان بشار يقول الشعر وهو صغير، وكان لا يزال قوم يشكونه إلى أبيه فيضربه حتى رق عليه من كثرة ما يضربه، وكانت أمه تخاصمه، فكان أبوه يقول لها: قولي له يكف لسانه عن الناس، فلما طال ذلك عليه، قال له ذات ليلة: يا أبت لم تضربني كلما شكوني إليك؟ قال: فما أعمل؟ قال: احتج عليهم بقول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}، فجاءوه يوما يشكون بشارا، فقال لهم هذا القول، فقالوا: فقه برد أضر علينا من شعر بشار.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم، قال: حدثنا محمد بن العباس الرياشي، قال: حدثنا أبي عن الأصمعي، قال: قلت لبشار: ما رأيت أذكى منك قط، فقال: هذا لأني ولدت ضريرا، واشتغلت عن الخواطر للنظر، ثم أنشدني:
عميت جنينا والذكاء من العمى فجئت عجيب الظن للعلم موئلا
وغاض ضياء العين للقلب رائدا بحفظ إذا ما ضيع الناس حصلا
وشعر كزهر الروض لا أمت بينه نقي إذا ما أحزن الشعر أسهلا
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد البزاز، قال: حدثنا الصولي، قال: حدثنا الحزنبل، قال: كنا عند ابن الأعرابي، فأنشده رجل لخالد الكاتب:
رقدت ولم ترث للساهر وليل المحب بلا آخر
فاستحسنه، ثم أنشد رجل لبشار:
خليلي ما بال الدجى لا يزحزح وما بال ضوء الصبح لا يتوضح
أضل الصباح المستقيم طريقه أم الدهر ليل كله ليس يبرح
أظن الدجى طالت وما طالت الدجى ولكن أطال الليل هم مبرح
فقال ابن الأعرابي للذي أنشده بيت خالد: نح بيتك لا تأكله هذه الأبيات، فإن بيتك طفل، وهذه الأبيات سباع.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني محمد بن المرزبان، قال: حدثني أحمد بن أبي طاهر، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي منصور، قال: كان إسحاق بن إبراهيم الموصلي إذا ذكر بشار بن برد يستصغره ويحتقره ويعيب شعره، فقلت له: أتعيب شعره، وهو الذي يقول:
إذا كان خراجا أخوك من الهوى موجهة في كل أوب ركائبه
فخل له وجه الفراق ولا تكن مطية رحال بعيد مذاهبه
إذا كنت في كل الأمور معاتبا خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه
فقال لي: حدثني أبو عبيدة، قال: أنشدني شبيل الضبعي هذه الأبيات للمتلمس وكان به عالما صادقا، لأنه من قومه واحد رهطه، فقلت له: أفليس أبو عبيدة، قال: ذكرت ما حدثني به شبيل الضبعي لبشار، فقال: كذب والله شبيل، والله لقد مدحت بهذه القصيدة ابن هبيرة، فأعطاني أربعين ألفا، وكيف تكون هذه للمتلمس، وما رواها أحد في شعره، ولا وجدت قط في ديوانه، وبشار يقول فيها:
رويدا تصاهل بالعراق جيادنا كأنك بالضحاك قد قام نادبه
ويقول فيها:
فلما تولى الحر واعتصر الثرى لظى الصيف من وهج توقد آيبه
وطارت عصافير الشقاشق واكتسى من الآل أمثال المجرة لاهبهْ
غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
فقال: هو شعر إذا تأملته مختلف مضطرب، لا يشبه بعضه بعضا، قلت: فلم لم تقل فيه هذا وهو للمتلمس؟ وكيف يكون هذا للمتلمس، وما عرف بشار بسرقة شعر قط جاهلي، ولا إسلامي، فسكت، قال أبو بكر ابن الأنباري: وفي هذا الشعر
أخوك الذي إن تدعه لملمة يجبك وإن عاتبته لان جانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أخبرني علي بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن الفضل، قال: حدثنا أبو بكر ابن الأنباري، قال: حدثنا أبي، قال: قال أبو الحسن بن حدان: سمعت أبا تمام الطائي يقول بخراسان: أشعر الناس وأشبههم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى: بشار، والسيد الحميري، وأبو نواس، ومسلم بن الوليد بعدهم.
أخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى، قال: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، قال: حدثني علي بن مهدي، قال: حدثني أبو حاتم، قال: قلت لأبي عبيدة: مروان أشعر أم بشار؟ قال: حكم بشار لنفسه بالاستظهار؛ لأنه قال ثلاثة عشر ألف بيت جيد، ولا يكون عدد شعر شعراء الجاهلية والإسلام هذا العدد، وما أحسبهم برزوا في مثلها، ومروان أمدح للملوك.
أخبرنا الجوهري، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني محمد بن المرزبان، قال: حدثني أحمد بن أبي طاهر، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا محمد بن الحجاج، هو الشراداني راوية بشار، قال: دخل بشار على عقبة بن مسلم، وعنده ابن لرؤبة بن العجاج، فأنشده ابن رؤبة أرجوزة يمدحه بها، ثم أقبل على بشار بن رؤبة، فقال: يا أبا معاذ ليس هذا من طرازك، فغضب بشار، وقال: ألي تقول هذا، أنا والله أرجز منك ومن أبيك، ثم غدا على عقبة بن مسلم، فأنشده:
يا طلل الحي بذات الصمد بالله خبر كيف كنت بعدي
يقول فيها:
بدت بخد وجلت عن خد ثم انثت كالنفس المرتد
وصاحب كالدمل الممد حملته في رقعة من جلدي
حتى اغتدى غير فقيد الفقد وما درى ما رغبتي من زهدي
الحر يلحى والعصا للعبد وليس للملحف مثل الرد
أسلم وحييت أبا الملد والبس طرازي غير مسترد
لله أيامك في معد وفي بني قحطان ثم عد
يوما بذي طخفة عند الجد وقبله قصدا بلاد الهند
ومضى فيها إلى آخرها، فأمر له عقبة بجائزة وكسوة، وقال ابن المرزبان: حدثنا أحمد بن أبي طاهر، قال: حدثنا أبو الصلت العنزي، عن التنوخي، عن أبي دهمان الغلابي، قال: حضرت بشار بن برد، وعقبة بن رؤبة، وابن المقفع قعودا يتناشدون ويتحدثون ويتذاكرون، حتى أنشد بشار أرجوزته الدالية: يا طلل الحي بذات الصمد، ومضى فيها، فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب، وقال: أنا وأبي فتحنا الغريب للناس، وأوشك والله أن أغلقه، فقال له بشار: ارحمهم رحمك الله، قال: يا أبا معاذ، أتستصغرني وأنا شاعر ابن شاعر؟ قال: فإذن أنت من القوم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
أخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن الحسن اليشكري، قال: قيل لأبي حاتم: من أشعر الناس؟ قال الذي يقول:
ولها مبسم كغر الأقاحي وحديث كالوشي وشي البرود
نزلت في السواد من حبة القلب وزادت زيادة المستزيد
عندها الصبر عن لقائي وعندي زفرات يأكلن صبر الجليد
يعني بشارا، قال: وكان يقدمه على جميع الناس.
وأخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا المرزباني، قال: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، قال: حدثني أبو الفضل المروروذي، عن أبي غسان رفيع بن سلمة، قال: حدثنا محمد بن الحجاج، قال: قدم بشار علي المهدي بالرصافة، فدخل عليه، فأنشده نسيبا، فنهاه عن النسيب، فقال:
تحاللت عن فهر وعن جارتي فهر وودعت نعمى بالسلام وبالهجر
وقال فيها:
وعارضة سرا وعندي منادح فقلت لها لا أشرب الماء بالخمر
تركت لمهدي الصلاة رضا بها وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر
ولولا أمير المؤمنين محمد لقبلت فاها أو جعلت بها فطري
لعمري لقد أوقرت نفسي خطيئة فما أنا بالمزداد وقرا إلى وقري
فلا تعجبي من خارج من غواية نوى رشدا قد يعرض الأمر في الأمر
فهذا أواني قد شرعت مع التقى وباتت همومي الطارقات فما تسري
وم الآن لا أصبو مباهت حاجتي ومات الهوى وانشق عن هامتي سكري
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا سلمان بن يزيد البصري، قال: حدثني سعيد بن حميد بن سعيد السامي، قال: حدثني أبو جعفر الأعرج الكوفي، قال: دخل بشار على المهدي يعزيه على البانوجة، فقال: يا ابن معدن الملك، وثمرة العلم، إنما الخلق للخالق، وإنما الشكر للمنعم، ولابد مما هو كائن، كتاب الله عظتنا، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسوتنا، فأية عظة بعد كتاب الله، وأية أسوة بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مات فما أحسن الموت بعده، بلغني أن بشارا قتل في سنة سبع، وقيل: ثمان وستين ومائة، وقد بلغ نيفا وتسعين سنة.

نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 7  صفحه : 610
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست