responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 6  صفحه : 463
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ يُوسُف

2962 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن الْقَاسِم بْن صبيح أَبُو جَعْفَر الكاتب مولى بني عجل كَانَ من أفاضل كتاب المأمون، وأذكاهم، وأفطنهم، وأجمعهم للمحاسن.
وكَانَ جيد الكلام، فصيح اللسان، حسن اللفظ، مليح الخط، يقول الشعر فِي الغزل وَالمديح وَالهجاء، وله أخبار مع إِبْرَاهِيم بْن المهدي، وأبي العتاهية، ومحمد بْن نسير، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان إجازه، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الفضل الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُل لأَحْمَد بْن يُوسُف كاتب المأمون: وَالله ما أدري أيك أحسن أما وليه اللَّه من خلقك، أم ما وليته من أخلاقك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الأخفش، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن يُوسُف الكاتب: رآني عَبْد الحميد بْن يَحْيَى أكتب خطا رديئا، فَقَالَ لي: إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها، ثم قَالَ:
إذا جرح الكتاب كَانَ قسيهم دويا وأقلام الدوي لهم نبلا
قَالَ الأخفش: قوله جلفتك، أراد فتحة رأس القلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المخزومي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي، إملاء، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْعَبَّاس النوفلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحارث النوفلي، قَالَ: الصولي وقد رأيت أبا الحارث هذا، وكَانَ رَجُل صدق، قَالَ: كنت أبغض الْقَاسِم بْن عبيد اللَّه، لمكروه نالني منه، فلما مات أخوه الْحَسَن قلت عَلَى لسان ابْن بسام:
قل لأبي الْقَاسِم المرجى قابلك الدهر بالعجائب
مات لَكَ ابْن وكَانَ زينا وعاش ذو الشين وَالمعائب
حياة هذا كموت هذا فليس تخلوا من المصائب
قَالَ الصولي: وإنما أخذه من قول أَحْمَد بْن يُوسُف الكاتب لبعض إخوانه من الكتاب، وقد ماتت له ببغا، وكَانَ له أخ يُضَعِّفُ فكتب إليه:
أَنْتَ تبقى ونحن طرا فداكا أحسن اللَّه ذو الجلال عزاكا
فلقد جل خطب دهر أتانا بمقادير أثقلت ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها وتخطت عَبْد الحميد أخاكا
شملتنا المصيبتان جميعا فقدنا هذه ورؤية ذاكا
قَالَ الصولي: وإنما أخذه أَحْمَد بْن يُوسُف من قول أَبِي نواس فِي التسوية، وزاد فِي المعنى إرادة وكراهية، قَالَ أَبُو نواس لما مات الرشيد، وقام الأمين يعزي الفضل بْن الربيع:
تعز أبا الْعَبَّاس عَن خير هالك بأكرم حي كَانَ أو هو كائن
حوادث أيام تدور صروفها لهن مساو مرة ومحاسن
وفا الحي بالميت الَّذِي غيب الثرى فلا أَنْتَ مغبون ولا الموت غابن
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن عَبْد الرحمن، قَالَ: أشرف أَحْمَد بْن يُوسُف وَهُوَ بالموت عَلَى بستان عَلَى شاطئ دجلة، فجعل يتأمله، ويتأمل دجلة، ثم تنفس، وَقَالَ متمثلا:
ما أطيب العيش لولا موت صاحبه ففِيهِما شئت من عيب لعائبه
قَالَ: فما أنزلناه حتى مات.
بلغني أن أَحْمَد بْن يُوسُف الكاتب مات فِي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 6  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست