responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 3  صفحه : 515
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الرحمن

1051 - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب أبو الحارث القرشي المدني أحد بني عامر بن لؤي بن غالب، ثم من ولد عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب.
سمع: عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوءمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزهري، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها، ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه: سفيان الثوري، ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محمد، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عمر بن فارس، والحسين بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قَالَ: قَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة، وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قَالَ: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس.
وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى، يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عباس أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، يقول: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يده حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن بنت منيع، قَالَ: رأيت في كتاب علي ابن المديني إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد، عن علي، قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: كان ابن أبي ذئب عسرا.
قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب، قَالَ: اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عيسى بن علي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف، وكان يشبه بسعيد بن المسيب أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن حسنويه، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو داود سليمان بن الأشعث، قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب، قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها، يعني: ابن أبي ذئب.
وَقَالَ أبو داود: سمعت أحمد، قَالَ: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا، أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد، قَالَ: لما حج المهدي دخل مسجد النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه، فلقد قامت كل شعرة في رأسي أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان، قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة، ومعه ابن أبي ذئب ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس، فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد بن الحسن ابن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل، فقال له: ما تقول فيّ؟ مرتين أو ثلاثا، فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر.
قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يابن اللخناء.
وأمر له بثلاث مائة دينار أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم بن خلاد، قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين، قد هلك الناس، فلو أعنتهم مما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح، فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور، وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك، قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب، فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له والتفت إلى محمد بن إبراهيم الإمام، فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز حَدَّثَنِي عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: وأخبرنا عبد العزيز بن علي بن محمد القرشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب العابد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو عمر عبد الله بن كثير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنِي حسن بن زيد، قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة، قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا، وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله وتكتبوا إلى بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء، فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين، قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عند الوثاق وألبسه ثيابا، وكنس البيت الذي كان فيه، ورشه ثم أدخلهم عليه، فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم، فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي، أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلي بالقرطاس، قَالَ: فكتبوا: رأينا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا من الكلام، قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب، فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع، قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا.
قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس، قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر، قَالَ: فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون، وجعل تبن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه، قَالَ: وجعل أبو جعفر يتغير لونه، وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين ويرضي هذا أحدا؟ قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه، فقال أبو جعفر: وإني أسألك، فقال: يا أمير المؤمنين، ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا، قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟ سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي، قَالَ: لا تسألني، فقال: أنشدك بالله كيف تراني، قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا، قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه، قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه، فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي، أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله، إنك نشدتني بالله، قَالَ: ولم ينله بسوء، قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي، وزاد فيه: فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر، وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى فحدثني فلان، فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر ابن أبي ذئب، ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن المسيب، قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى، يقول: سمعت الشافعي، يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب أَخْبَرَنَا سلامة ابن المقرئ الخفاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي سعد، قَالَ: حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط، قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته، قَالَ: فبرك الأعرابي، وَقَالَ: انظر يابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت، قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن ذيب أبتغي الفقه عنده فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن ذئب حليلتي وعند ابن ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عن دعلج بن أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قَالَ: سألت مصعبا الزبيري، عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب، فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر، قَالَ: كان محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل الشام، فسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، وكان ذلك اليوم يوم إفطاره، قلت له: قم تغد، قَالَ: دعه اليوم.
قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات، وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت، وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتو فيه ويصيف، وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث، وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فرطت فيهم، وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعين بالخيار، قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه، ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك، فقال شامي: من أعلم، مالك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه، وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين، وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهله أن قَالَ له الحق، قَالَ: الظلم فاش ببابك، وأبو جعفر أبو جعفر!! وَقَالَ حماد بن خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه، وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند سلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال: ابن أبي ذئب وسعد بن إبراهيم أصحاب أمر ونهي، فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه صدوقا، رجلا صالحا ورعا، قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي، ومالك يماني أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عوانة يعقوب الإسفراييني، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي، قَالَ: وسألته، يعني: أحمد بن حنبل، عن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة.
فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا حدث بأحاديث كأنه أراد خولف أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: قلت ليحيى بن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، قال: أخبرنا محمد بن المظفر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، قال: حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي ذئب مدني ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع من أدركنا صحيح.
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى، وأحمد يتناظران في ابن أبي ذئب وعبد الله بن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرمي تقديما كثيرا متفاوتا، فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك، ابن أبي ذئب أو المخرمي؟ فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي، ثم قَالَ: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأيش عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري، فقال: هو عرض، قلت له وإن كان عرضا كيف هي؟ قَالَ: هي مقاربة أكثر.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: وسألت عليا، يعني: ابن المديني، عن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل، هو ابن زياد، قَالَ: وسئل أحمد بن محمد بن حنبل، قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قَالَ: قَالَ أبو زكريا، وهو يحيى بن معين: ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها أَخْبَرَنَا محمد بن علي بن يعقوب المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن معاذ الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو داود السنجي، قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك، قَالَ: مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة، وأخبرنا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة، قلت: قول ابن أبي فديك وهم، وهذا هو الصواب أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر، قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان بن علي على المدينة المرة الأولى، أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدا، وأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا: خذها وفرقها فيمن رأيت فأخذها، وانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة، وذلك سنة تسع وخمسين ومائة، وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن صفوان البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي شيخ، قَالَ: سمعت أبي، يقول: سمعت رجلا، يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين، يعني: المهدي، ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات، قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان ضيقا، قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.

نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 3  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست