responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 15  صفحه : 231
ذكر من اسمه المؤمل

7108 - المؤمل بن أميل، أَبُو أميل المحاربي الشاعر كوفي، قدم بغداد، ومدح أمير المؤمنين المهدي، وله في ذلك خبر طريف؛ أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن مُحَمَّد النحوي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسن علي بن مُحَمَّد بن العباس القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن الحسين بن سعد، قَالَ أبي: وحَدَّثَنَاه أَبُو مُحَمَّد بن أبي سعد الوراق، فدخل بعض الكلام والشعر في بعض والمعاني متقاربة، قَالَ: خرج المؤمل بن أميل المحاربي إلى المهدي، وهو أمير على الري ممتدحا له، فأمر له بعشرين ألف درهم، ورفع الخبر إلى المنصور، قَالَ: فلما اتصل به قربي من العراق أقعد لي قاعدا على جسر النهروان يستقرئ القوافل، فلما مررت به، قَالَ لي: من أنت؟ قلت: المؤمل بن أميل مادح الأمير المهدي وشاعره، قَالَ: إياك طلبت، ثم أخذ بيدي فأدخلني على المنصور وهو بقصر الذهب، فقال لي: أتيت غلاما غرا فخدعته، قلت: بل أتيت غلاما كريما فخدعته فانخدع، قَالَ: فأنشدني ما قلت فيه، فأنشدته:
هو المهدي إلا أن فيه مشابه صورة القمر المنير
تشابه ذا، وذا فهما إذا ما أنارا يشكلان على البصير
فهذا في الظلام سراج نور وهذا بالنهار سراج نور
ولكن فضل الرحمن هذا على ذا بالمنابر والسرير
وبالملك العزيز فذا أمير وماذا بالأمير ولا الوزير
ونقص الشهر يخمد ذا وهذا منير عند نقصان الشهور
فيابن خليفة الله المصفى به تعلو مفاخرة الفخور
لقد فت الملوك وقد توانوا إليك من السهولة والوعور
لقد سبق الملوك أَبُوك حتى بقوا من بين كاب أو حسير
وجئت وراءه تجري حثيثا وما بك حين تجري من فتور
فقال الناس ما هذان إلا كما بين الفتيل إلى النقير
فإن سبق الكبير فأهل سبق له فضل الكبير على الصغير
وإن بلغ الصغير مدى كبير فقد خلق الصغير من الكبير
فقال لي: ما أحسن ما قلت! ولكن لا تساوي ما أخذت، يا ربيع، حط ثقله وخذ منه ستة عشر ألفا، وخله والبقية، قَالَ: فحط والله الربيع ثقلي، وأخذ مني ستة عشر ألفا، فما بقيت معي إلا نفيقة يسيرة، لأني كنت اشتريت لأهلي طرائف من طرائف الري، فشخصت وآليت أن لا أدخل بغداد وللمنصور بها ولاية، فلما مات المنصور واستخلف المهدي قدمت بغداد، فألفيت رجلا يقال له: ابن ثوبان قد نصبه المهدي للمظالم، فكتبت قصة أشرح فيها ما جرى علي، فرفعها ابن ثوبان إلى المهدي، فلما قرأها ضحك، حتى استلقى، ثم قَالَ: هذه مظلمة أنا بها عارف، ردوا عليه ماله الأول، وضموا إليه عشرين ألفا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حماد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر يوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول الأنباري إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعت عباءة بن كليب، قَالَ: أتاني المؤمل الشاعر، فقال: أروي لك ثلاثة أبيات؟ قلت له: أنت تقول في الغزل والنساء، قَالَ: اسمعها، فإن أعجبتك فاروها، قلت: هات، قَالَ: إذا سفه عليك أحدا فاروها ولا تكلمه:
إذا نطق اللئيم فلا تجبه فخير من إجابتك السكوت
لئيم القوم يشتمني فيخطئ ولو دمه سفكت لما خطيت
فلست مشاتما أبدا لئيما خزيت لمن يشاتمه خزيت
قَالَ لنا ابن حماد: وخزيت بالزاي في الموضعين.
قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: ذكر المؤمل بين يدي أبي العباس المبرد، فقالوا: كانوا يقولون له: المؤمل البارد، فقال أَبُو العباس: في شعره ذلك ولكنه شاعر، ثم قَالَ: أنشدني له عبد الصمد بن المعذل:
لا تغضبن علي قوم تحبهم فليس ينجيك من أحبابك الغضب
ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا
يا جائرين علينا في حكومتهم والجور أعظم ما يؤتى ويرتكب
لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا جرتم ولكن إليكم منكم الهرب
وَقَالَ المرزباني أَخْبَرَنِي الصولي، قَالَ: يقال إن المؤمل لما قَالَ: شف المؤمل يوم الحيرة النظر ليت المؤمل لم يخلق له بصر عمي فرأى في منامه إنسانا، يقول له: هذا ما تمنيت في شعرك.

نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 15  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست