responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 11  صفحه : 388
ذكر من اسمه عبد اللَّه واسم أبيه المبارك

5259 - عبد اللَّه بن المبارك أبو عبد الرحمن الْمَرْوَزِيّ مولى بني حنظلة
سمع هشام بن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وعبد اللَّه بن عون، ويَحْيَى بن سعيد الْأَنْصَارِيّ، وموسى بن عقبة، وسعيد الجريري، ومعمر بن راشد، وابن جريج، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، والأوزاعي، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وإِبْرَاهِيم بن سعد، وزهير بن معاوية، وأبا عوانة.
وكان من الربانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ، ومن المذكورين بالزهد.
حدث عنه داود بن عبد الرحمن العطار، وسفيان بن عيينة، وأبو إسحاق الفزاري، ومعتمر بن سليمان، ويَحْيَى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد اللَّه بن وهب، ويَحْيَى بن آدم، وعبد الرزاق بن همام، وأبو أسامة -[389]- حماد بن أسامة، ومكي بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وموسى بن إِسْمَاعِيل، ومسلم بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وعبدان بن عثمان، ويعمر بن بشر، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويَحْيَى بن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، والْحَسَن بن الربيع البوراني، والْحَسَن بن عرفة، ويعقوب الدورقي، وإِبْرَاهِيم بن مجشر، وغيرهم.
قدم عبد اللَّه بغداد غير مرة، وحدث بها.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا جدي إسحاق بن مُحَمَّد النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن إسحاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي، قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك الخراساني مولى بني عبد شمس، من بني سعد تميم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْنُ إِبْرَاهِيمَ المستملي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أَحْمَد بن فارس، قَالَ: حَدَّثَنَا البخاري، قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك أبو عبد الرحمن مولى بني حنظلة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو العباس السياري، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن مُحَمَّد بن عيسى، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن مصعب، قَالَ: كانت أم عبد اللَّه بن المبارك خوارزمية، وأبوه تركي، وكان عبدًا لرجل من التجار من همذان من بني حنظلة، وكان عبد اللَّه إذا قدم همذان يخضع لولده ويعظمهم.
حَدَّثَنِي أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن مُحَمَّد بن علي بن السيبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حماد بن سفيان الْكُوفِيّ بِها، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قَالَ: سمعت أبي، يَقُول: سمعت عبد اللَّه بن المبارك، يَقُول: نظر أبو حنيفة إلى أبي، فَقَال: أدت أمه إليك -[390]- الأمانة، وكان أشبه الناس بعبد اللَّه.
أخبرنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو عبد اللَّه، قَالَ: ابن المبارك ثمان عشرة، يعني ولد سنة ثَمان عشرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو علي ابن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بن علي، قَالَ: ولد عبد اللَّه بن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو أَحْمَد بن أبي عبد اللَّه الحمادي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن موسى بن حاتم الباشاني، يَقُول: سمعت عبدان بن عثمان، يَقُول: سمعت عبد اللَّه بن المبارك، يَقُول: ولدت سنة تسع عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: سمعت بشر بن أبي الأزهر، قَالَ: قَالَ ابن المبارك: ذاكرني عبد اللَّه بن إدريس السن، فقَالَ: ابن كم أنت؟ فقلت: إن العجم لا يكادون يَحفظون ذلك، ولكن أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم.
قَالَ: فقَال لي: وقد ابتليت بلبس السواد؟ قلت: إني كنت أصغر من ذلك، كان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السواد، الصغار والكبار.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ العبدوي، بنيسابور، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الطيب مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حَمدون الذهلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن، قَالَ: سمعت عثمان بن سعيد، يَقُول: سمعت نعيم بن حماد، يَقُول: كان عبد اللَّه بن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فَقَالَ: كيف أستوحش وأنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.
-[391]-
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عفير، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سنان، قَالَ: بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد في أول الأمر، قَالَ: فنظر إليه، فأعجبه نحوه، قَالَ له: من أين أنت؟ قَالَ: من أهل خراسان، قَالَ: من أي خراسان؟ قَالَ: من مرو، قَالَ: تعرف رجلًا يقَالُ له: عبد اللَّه بن المبارك؟ قَالَ: نعم.
قَالَ: ما فعل؟ قَالَ: هو الذي تخاطب.
قَالَ: فسلم عليه ورحب به، وحسن الذي بينهم.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن علي بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حماد بن زيد مسلمًا عليه، فقَال أصحاب الحديث لِحماد بن زيد: يا أبا إِسْمَاعِيل، تسأل أبا عبد الرحمن أن يُحدِّثَنَا؟ فَقَالَ: يا أبا عبد الرحمن تحدثهم، فإنهم قد سألوني.
قَالَ: سبحان اللَّه يا أبا إِسْمَاعِيل، أحدث وأنت حاضر! قَالَ: فَقَالَ: أقسمت لتفعلن، أو نحوه.
قَالَ: فَقَالَ ابن المبارك: خذوا، حَدَّثَنَا أبو إِسْمَاعِيل حماد بن زيد، فما حدث بحرف إلا عن حماد بن زيد.
أجاز لي مُحَمَّد بن أسد الكاتب، وَحَدَّثَنِي أبو مُحَمَّد الخلال عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن نصير، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مسروق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حميد، قَالَ: عطس رجلٌ عند ابن المبارك، قَالَ: فقَالَ له ابن المبارك: أيش يَقُول الرجل إذا عطس؟ قَالَ: يَقُول: الحمد لله، قَالَ: فَقَال له ابن المبارك: يرحمك اللَّه، قَالَ: فعجبنا كلنا من حسن أدبه.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك خراساني ثقة، ثبت في الحديث، رجل صالح، وكان يَقُول الشعر، وكان جامعًا للعلم.
-[392]-
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الواحد المروروذي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن مُحَمَّد الحافظ، بنيسابور، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو العباس السياري، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن مُحَمَّد بن عيسى، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن مصعب، قَالَ: جمع عبد اللَّه بن المبارك، الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والتجارة، والسخاء، والمحبة عند الْفِرَق.
وأَخْبَرَنَا أبو حازم العبدوي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بن عبد اللَّه الغازي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الوهاب الفراء، يَقُول: ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة: ابن المبارك، والنضر بن شميل، ويَحْيَى بن يَحْيَى.
أَخْبَرَنِي ابن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن الجراح العدل، بِمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن ساسويه، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم السكري، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بن زمعة، عن فضالة النسوي، قَالَ: كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة، فكانوا إذا تشاجروا في حديث قَالُوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله، يعنون عبد اللَّه بن المبارك.
وقَالَ ابن نعيم أَخْبَرَنِي أبو النضر الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، قَالَ: سمعت نعيم بن حماد، يَقُول: سمعت يَحْيَى بن آدم، يَقُول: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل، فلم أجده في كتب ابن المبارك، آيست منه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي بن الْحُسَيْن التوزي، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن العباس البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن زيد، يعني الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنِي علي بن صدقة، قَالَ: سمعت شعيب بن حرب، قَالَ: ما لقي ابن المبارك رجلًا إلا وابن المبارك أفضل منه.
-[393]-
وقَالَ علي بن صدقة، سمعت أبا أسامة، يَقُول: ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
أَخْبَرَنِي أبو نصر أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ المقدسي، بساوة، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن جعفر، المعروف بصاحب الخان، بأرمية، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الديبلي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن صدقة، قَالَ: سمعت أبا أسامة، يَقُول: كان ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بن علي بن الطيب الدسكري، بحلوان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي، بجرجان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الْحُسَيْن الرازي عبيد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الهمذاني، بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو حفص عمر بن مدرك، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن عبد الرحمن، قَالَ: حَدَّثَنَا أشعث بن شعبة المصيصي، قَالَ: قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرقة، فانجفل الناس خلف عبد اللَّه بن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرقت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فلما رأت الناس، قَالت: ما هذا؟ قَالُوا: عالم من أهل خراسان قدم الرقة يقَالُ له: عبد اللَّه بن المبارك، فقَالت: هذا واللَّه الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن خرزاذ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حسان، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن زيد الجهضمي، قَالَ: قَالَ الأوزاعي: رأيت ابن المبارك؟ قلت: لا، قَالَ: لو رأيته لقرت عينك.
-[394]-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَزْمَةَ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَزْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَرَفْتَ ابْنَ الْمُبَارَكِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَاحِيَتِكُمْ مِثْلُهُ.
وَلَمْ يَقُلِ الْبَرْقَانِيُّ عَلَيْنَا.
أَخْبَرَنَا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الْحُسَيْن المحاملي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يَحْيَى المزكي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو العباس مُحَمَّد بن عبد الرحمن الدغولي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد المجيد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بن زمعة، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بن خالد، قَالَ: تعرفت إلى إِسْمَاعِيل بن عياش بعبد اللَّه بن المبارك، قَالَ: فقَال إِسْمَاعِيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل عبد اللَّه بن المبارك، ولا أعلم أن اللَّه خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد اللَّه بن المبارك، ولقد حَدَّثَنِي أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.
أَخْبَرَنَا ابن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنِي عمر بن سعيد الطائي، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن حفص الصوفي، بِمنبج، قَالَ: خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية، فقَال لَهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام هات الطست، فألقى على الطست منديلًا ثم قَالَ: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه، فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم والرجل يلقي عشرين، فأنفق عليهم إلى المصيصة، فلما بلغ المصيصة، قَالَ: هذه بلاد نفير، فنقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارًا، فيَقُول: يا أبا عبد الرحمن إنما أعطيت عشرين درهمًا، فيَقُول: وما تنكر أن يبارك اللَّه للغازي في نفقته!.
-[395]-
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، وأبو مُحَمَّد الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الْحَسَن المقرئ، قَالَ: سمعت عبد اللَّه بن أَحْمَد الدورقي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن علي بن الْحَسَن بن شقيق، قَالَ: سمعت أبي، قَالَ: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيَقُولون: نصحبك يا أبا عبد الرحمن؟ فيَقُول لهم: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها، ثم يكتري لَهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام، وأطيب الحلواء ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا صاروا إلى المدينة، قَالَ لكل رجل منهم: ما أمروك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيَقُول: كذا، فيشتري لهم، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا وصلوا إلى مكة وقضوا حجهم، قَالَ لكل واحد منهم: ما أمروك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيَقُول: كذا وكذا، فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فإذا وصل إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا، دعا بالصندوق، ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه.
قَالَ أبي: أَخْبَرَنِي خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانًا فالوذج.
قَالَ أبي: وبلغني أنه قَالَ للفضيل بن عياض: لولاك وأصحابك ما اتجرت.
قَالَ أبي: وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.
-[396]-
أَخْبَرَنِي ابن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن علي النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن رزين، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن خشرم، قَالَ: حَدَّثَنِي سلمة بن سليمان، قَالَ: جاء رجل إلى عبد اللَّه بن المبارك فسأله أن يقضي دينًا عليه، فكتب له إلى وكيل له، فلما ورد عليه الكتاب، قَال له الوكيل: كم الدين الذي سألت فيه عبد اللَّه أن يقضيه عنك؟ قَالَ: سبع مائة درهم، فكتب إلى عبد اللَّه إن هذا الرجل سألك أن تقضي عنه سبع مائة درهم، وكتبت له بسبعة آلاف، وقد فنيت الغلات، فكتب إليه عبد اللَّه: إن كانت الغلات قد فنيت فإن العمر أيضًا قد فني، فأجز له ما سبق به قلمي لَهُ.
وقَالَ ابن نعيم: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عيسى، قَالَ: كان عبد اللَّه بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس، وكان ينزل الرقة في خان، فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه، ويسمع منه الحديث، قَالَ: فقدم عبد اللَّه إلى الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب، وكان مستعجلًا، فخرج في النفير فلما قفل من غزوته، ورجع الرقة سأل عن الشاب.
قَالَ: فقَالُوا: إنه محبوس لدين ركبه، فقَال عبد اللَّه: وكم مبلغ دينه؟ فقَالُوا: عشرة آلاف درهم، فلم يزل يستقصي حتى دل على صاحب المال، فدعا به ليلًا ووزن له عشرة آلاف درهم، وحلفه أن لا يخبر أحدًا ما دام عبد اللَّه حيًّا، وقَالَ: إذا أصبحت، فأخرج الرجل من الحبس، وأدلج عبد اللَّه، فأخرج الفتى من الحبس، وقيل له: عبد اللَّه بن المبارك كان هاهنا، وكان يذكرك وقد خرج، فخرج الفتى في أثره فلحقه على مرحلتين أو ثلاث من الرقة، فقَال: يا فتى أين كنت لم أرك في الخان؟ قَالَ: نعم يا أبا عبد الرحمن كنت محبوسًا بدين، قَالَ: فكيف كان سبب خلاصك، قَالَ: جاء رجل فقضى ديني، ولم أعلم له حتى أخرجت من -[397]- الحبس، فقَالَ له عبد اللَّه: يا فتى احمد اللَّه على ما وفق لك من قضاء دينك.
فلم يخبر ذلك الرجل أحدًا إلا بعد موت عبد اللَّه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو مُحَمَّد الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن رامين الإستراباذي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن جعفر الجرجاني، قَالَ: حَدَّثَنَا السراج وهو أبو العباس مُحَمَّد بن إسحاق النيسابوري، قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بن بشار، يَقُول: حَدَّثَنِي علي بن الفضيل، قَالَ: سمعت أبي وهو يَقُول لابن المبارك: يا ابن المبارك أنت تأمرنا بالزهد، والتقلل، والبلغة، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ فقَالَ ابن المبارك: يا أبا علي إنما أفعل ذا لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، واستعين به على طاعة ربي، لا أرى لله حقًا إلا سارعت إليه حتى أقوم به.
فقَالَ له الفضيل: يا ابن المبارك ما أحسن ذا، إن تم ذا.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم منصور بن عمر الكرخي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن مُحَمَّد بن أَحْمَد المقرئ.
وأَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَا: حَدَّثَنَا عثمان بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا الفتح بن شخرف، قَالَ: حَدَّثَنِي عباس بن يزيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حبان بن موسى، قَالَ: عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان ولا يفعل في أهل بلده، قَالَ: إني أعرف مكان قوم لَهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث، بحاجة الناس إليهم احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن علي بن حامد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمر بن يزيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا العباس بن -[398]- مُحَمَّد، قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين، يَقُول: ما رأيت أحدًا يحدث لله إلا ستة نفر، منهم عبد اللَّه بن المبارك.
وأَخْبَرَنَا هبة اللَّه الطبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: سمعت ابن الطباع يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي، قَالَ: الأئمة أربعة: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو علي أَحْمَد بن علي بن شعيب المدائني، بِمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو هو ابن نافع المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن شبويه، قَالَ: حَدَّثَنَا الثقة عن ابن مهدي، قَالَ: ما رأيت رجلًا أعلم بالحديث من سفيان الثوري، ولا أحسن عقلًا من مالك، ولا أقشف من شعبة، ولا أنصح لِهذه الأمة من عبد اللَّه بن المبارك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو علي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حبش المقرئ بالدينور، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن علي بن زيد البزاز، قَالَ: سمعت أبا موسى مُحَمَّد بن المثنى، يَقُول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يَقُول: ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفًا من شعبة، ولا أعقل من مالك بن أنس، ولا أنصح للأمة من عبد اللَّه بن المبارك.
أَنْبَأَنَا أبو زرعة روح بن مُحَمَّد الرازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عمر الفقيه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نشيط مُحَمَّد بن هارون، قَالَ: سمعت نعيم بن حماد، قَالَ: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أيهما أفضل عندك ابن المبارك أو سفيان الثوري؟ فقَالَ ابن -[399]- المبارك، فقلت: إن الناس يخالفونك، قَالَ: إن الناس لم يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك.
أَخْبَرَنِي ابن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن حمشاذ المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب، قَالَ: أخبرنا نوح بن حبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن المبارك وكان نسيج وحده.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عن مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مسعدة الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن القاسم بن محرز، قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين، يَقُول: سمعت ابن مهدي، يَقُول: كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن يوسف الْمَرْوَزِيّ، قَالَ: سمعت أبا الوزير مُحَمَّد بن أعين، يَقُول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يَقُول: وقدم بغداد في بيع دار له، فاجتمع إليه أصحاب الحديث، فقَالُوا له: جالست سفيان الثوري وسمعت منه، وسمعت من عبد اللَّه، فأيهما أرجح؟ فقَالَ: ما تقولون، لو أن سفيان جهد جهده على أن يكون يومًا مثل عبد اللَّه لم يقدر.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: إِنِّي لأَشْتَهِي مِنْ عُمُرِي كُلِّهِ أَنْ أَكُونَ سَنَةً وَاحِدَةً مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَكُونَ وَلا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ.
أَخْبَرَنِي ابن يعقوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن بحر

نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 11  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست