responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 10  صفحه : 219
4716 - سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري من أهل الكوفة،
ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك، وسمع أبا إسحاق السبيعي، وعمرو بن مرة، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد الملك بن عمير، وأبا حصين، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وحصين بن عبد الرحمن، وأيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وسليمان التيمي، وعاصما الأحول، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، وأبا الزناد، والعلاء بن عبد الرحمن، وصالحا مولى التوأمة، وسهيل بن أبي صالح، وخلقا غير هؤلاء.
روى عنه محمد بن عجلان، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومالك، وشعبة، وابن عيينة، وزهير بن معاوية، وإبراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وحماد بن سلمة، وعبثر بن القاسم، وفضيل بن عياض، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وابن المبارك، وعبيد الله الأشجعي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة، وغيرهم.
وكان إماما من أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، مجمعا على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته، مع الاتقان، والحفظ، والمعرفة، والضبط، والورع، والزهد.
وورد بغداد غير مرة، فمنها حين أراد الخروج إلى خراسان، ويقال: إن نسيبا له كان ببخارى مات، فخرج لأخذ ميراثه.
أَخْبَرَنَا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: حَدَّثَنَا أبو نصر محمد بن -[220]- أحمد بن موسى بن جعفر البزاز، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حَدَّثَنَا محمد بن الحسين بن حفص، قال: حَدَّثَنَا عباد بن يعقوب، قال: سمعت يونس بن أبي يعقوب العبدي، يقول: أراد سفيان الثوري الشخوص إلى خراسان لحاجة عرضت له، ولزيارة أقاربه، فأخفى ذلك عن أصحابه، فبلغني عن بعض بطائنه ذلك، فتجهزت للمضي معه وهو لا يشعر، وتجهز بعض أصحابنا بمثل الذي تجهزت، فلما خرج خرج خفيا، فسبقناه إلى بغداد، فلما ورد بغداد أخفى نفسه، فخرجنا إلى حلوان معه وهو كاره ذلك، فكنا معه إلى أن عبرنا النهر، ووافينا بخارى، فأقمنا معه ببخارى الكثير إلى أن قضيت حاجته، فتشفع إليه أقرباؤه بأن يقيم بين أظهرهم أكثر، فما أقام، فقال: قد كنت نويت ذلك إلا أنه لا بد من الرجوع، فرجع ورجعنا معه، وأسرع السير حتى قدمنا الكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا الحسين بن أحمد الهروي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن ياسين، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: حَدَّثَنَا أبو محمد عبد الله بن هناد الخزاعي، عن يعلى بن عبيد، أنه قال: أول ما جلس سفيان الثوري بخراسان ببخارى، قيل له: وكيف ذاك؟ قال: كان عم له بها فمات، فخرج سفيان في طلب الميراث، وهو ابن ثمان عشرة سنة.
قلت إن كان هذا القول ثابتا في مبلغ سن سفيان وقت خروجه، فإن القصة التي ذكرها يونس بن أبي يعفور كانت بعد ذلك، ولعله خرج إلى بخارى غير مرة، فالله أعلم.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن محمد بن سلم الحافظ، قال: حَدَّثَنِي أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد يعقوب بن سواك، -[221]- قال: قلت لبشر بن الحارث: أليس قد دخلها، أعني: سفيان الثوري؟ يريد بغداد.
قال: نعم، جاءوا به.
قلت: إلى أبي جعفر؟ قال: لا إلى الآخر الذي يقال له، يعني: المهدي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي طالب، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حَدَّثَنَا أبو طالب الخشاب بمصر، قال: حَدَّثَنَا أبو محمد عبد الله بن فتح الوراق، قال: سمعت محمد بن الحسن الجوهري، يقول: سمعت علي بن سهل الرملي، يقول: سمعت زيد بن أبي الزرقاء، يقول: رأيت سفيان الثوري ببغداد، وقد نظر إلى شيخ جلاد يتصدق، وقد ذهب بصره، فحمل قطعة فأعطاه ثم قال له: ليست هذه صدقة عليك، هذه شماتة بك.
أَخْبَرَنَا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني بأصبهان، قال: أَخْبَرَنَا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثكم أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال: حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي، قال: حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي في نسب ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، قال: ومنهم سفيان الثوري الفقيه ابن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي البادا، لفظا، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو بكر.
وأَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، قال: قال أبو عبد الله محمد بن خلف التميمي: وهذا نسب سفيان الثوري: ابن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن نافع بن موهبة بن أبي عبد الله بن نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.
-[222]-
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر، يعني: ابن زنجويه، قال: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، قال: لم يدرك مثل ابن عباس في زمانه، ولا مثل الشعبي في زمانه، ولا مثل الثوري في زمانه.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا أبو بكر، قال: حَدَّثَنَا الفريابي، قال: حدثت ابن عيينة بأحاديث، فقلت: قال: الثوري.
فقال: لم تر بعينك مثل الثوري.
أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قال: حَدَّثَنَا أبو القاسم جبريل بن محمد بن إسماعيل الفقيه المعدل، قال: حَدَّثَنَا أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن منذر الباهلي، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: أصحاب الحديث ثلاثة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن قهزاد، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن نصر القرشي، قال: سمعت ورقاء بن عمر، يقول: إن الثوري لم ير مثل نفسه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي داود، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: كنت أنا والفزاري وابن المبارك وشيخ معنا.
فقال الفزاري لابن المبارك: يا أبا عبد الرحمن، رأيت قط مثل سفيان الثوري قال: لا، قال ابن المبارك: فأنت يا أبا إسحاق، رأيت مثله قط؟ قال: لا، قال أبي: فقال الشيخ الذي كان معنا: ما رأى سفيان قط مثله، فكيف نرى نحن مثله؟!
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا سهل بن علي الدوري، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، قال: حَدَّثَنَا البراء بن رستم البصري، قال: سمعت يونس بن عبيد، -[223]- يقول: ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم، وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن أسد، قال: حَدَّثَنَا ضمرة عن ابن شوذب، قال: سمعت صهرا لأيوب، يقول: قال أيوب: ما لقيت كوفيا أفضله على سفيان.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، قال: حَدَّثَنَا موسى هو ابن هارون الطوسي، قال: حَدَّثَنَا محمد، يعني: ابن نعيم بن الهيصم، قال: سمعت بشرا، يقول: قال يونس بن عبيد: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان.
قالوا: إنك رأيت سعيد بن جبير، وفلانا وفلانا؟ قال: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان.
قال: وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من سفيان.
قال: وقال ابن عيينة: والله ما رأى سفيان الثوري مثله.
حَدَّثَنَا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري بحلوان، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر ابن المقرئ بأصبهان، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن شداد العسقلاني، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عمرو، قال: سمعت الفريابي، يقول: سألت ابن عيينة عن مسألة فتكلم فيها، فقلت: إن سفيان يقول خلاف هذا، فقال: لم تر عيناك مثل سفيان أبدا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز، قال: أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، قال: حَدَّثَنَا حمدان أبو جعفر الوزان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن جامع، قال: حَدَّثَنَا عرفجة بن كلثوم البصري، قال: سمعت وكيع بن الجراح، يقول: ما رأت عيناي مثل سفيان الثوري، ولا رأى سفيان مثله.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المظفر، قال: حَدَّثَنَا أسامة بن -[224]- علي بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا أبو سهل عبدة بن سليمان بن بكر، قال: حَدَّثَنَا علي بن معبد، قال: سئل عيسى بن يونس: هل رأيت مثل سفيان الثوري؟ فقال عيسى بن يونس: ولا رأى سفيان مثله.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ما رأيت أحدا خيرا من سفيان، وخالد بن الحارث.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن يوسف هو التغلبي، قال: حَدَّثَنَا الأخنسي، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله، أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها.
أجاز لي أبو سعد الماليني، وَحَدَّثَنِيه هبة الله بن الحسن الطبري عنه، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عدي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مالك، قال: حَدَّثَنَا عمران بن فيروز الآملي، قال: حَدَّثَنَا حامد المروزي، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان الثوري.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن المظفر، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مسلم، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن جواس، عن ابن المبارك أنه كان يتأسف على سفيان ويقول: لم لم أطرح نفسي بين يدي سفيان، ما كنت أصنع بفلان وفلان؟
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، قال: أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حَدَّثَنَا المسيب بن واضح، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: اطلب لسفيان قرنا ولن تجده.
-[225]-
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: حَدَّثَنَا حسن بن الربيع، قال: سمعت ابن المبارك قبل أن يموت بيومين أو ثلاثة، وكان حسن هو غسله وكفنه وقبره، قال: سمعته قال: ما أحد عندي من الفقهاء أفضل من سفيان بن سعيد، ما أدري ما عبد الله بن عون.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النجاد، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن دلان، قال: حَدَّثَنَا أبو همام، قال: حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شقيق.
قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: لا أعلم على الأرض أعلم من سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق، قال: حَدَّثَنَا خلف بن تميم، قال: سمعت زائدة بن قدامة، يقول: رأيت منصور بن المعتمر صام سنة وقام ليلها، وما رأيت مثل سفيان الثوري قط.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: حَدَّثَنَا يوسف بن أسباط، قال: قال لي سفيان الثوري وقد صلينا العشاء الآخرة: ناولني المطهرة، فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده، ونمت، فاستيقظت وقد طلع الفجر، فنظرت فإذا المطهرة بيمينه كما هو.
فقلت: هذا الفجر قد طلع، فقال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى الساعة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن عمر بن برهان الغزال قال: حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع، قال: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قال: حَدَّثَنَا عمرو بن علي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري، وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة ينهض مرعوبا ينادي، النار النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.
-[226]-
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال: حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حَدَّثَنَا العباس بن محمد الدوري، قال: حَدَّثَنَا قبيصة، قال: ما جلست مع سفيان مجلسا إلا ذكرت الموت، وما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنِي أبو سعيد الأشج، قال: حَدَّثَنَا أبو خالد، قال: أكل سفيان ليلة فشبع، فقال: إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله، فقام حتى أصبح.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز، قال: أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، قال: حَدَّثَنَا أبو ميمون صغدي بن الموفق السراج، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، قال: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، قال: قدم علينا الثوري صنعاء، فطبخت له قدر سكباج فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قال: يا عبد الرزاق اعلف الحمار وكده، ثم قام يصلي حتى الصباح.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر الكوفي، قال: سمعت أبا أسامة، قال: اشتكى سفيان بن سعيد، فذهبت بمائة في قارورة فأريته الديراني، فنظر إليه، فقال: بول من هذا؟ ينبغي أن يكون هذا بول راهب، هذا رجل قد فتت الحزن كبده، ما لهذا دواء.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي، قال: سمعت بعض المشيخة، يقول: سمعت أبا داود، يقول: قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحوا من خمس مائة أقل أو أكثر، ورجل في وسطها نائم، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين، هذا سفيان الثوري، فرأيت رأسه في حجر زائدة، ورأيت رجله في حجر سفيان بن عيينة، ورأيت رجله في حجر زهير، قلت: ما له؟ قالوا: أصابته مليلة.
-[227]-
وقال أبو بكر المروذي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي عون، قال: سمعت شعيب بن حرب، يقول: إني لأحسب يجاء بسفيان الثوري يوم القيامة حجة من الله على هذا الخلق، يقال لهم: لم تذكروا نبيكم فقد رأيتم سفيان، ألا اقتديتم به؟ أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق، قال: حَدَّثَنَا هيثم بن جميل، عن مفضل بن مهلهل، قال: خرجت حاجا مع سفيان، فلما صرنا إلى مكة وافقنا الأوزاعي بها، فاجتمعنا في دارنا والأوزاعي وسفيان الثوري، قال: وكان على الموسم عبد الصمد بن علي الهاشمي، فدق داق الباب، قلنا: من هذا؟ قال: الأمير، فقام الثوري فدخل المخرج، وقام الأوزاعي فتلقاه، فقال له عبد الصمد بن علي: من أنت أيها الشيخ؟ قال: أنا أبو عمرو الأوزاعي، قال: حياك الله بالسلام، أما أن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضي حوائجك، ما فعل سفيان الثوري؟ قال: قلت: دخل المخرج، فدخل الأوزاعي في أثره، فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك، قال: فخرج سفيان مقطبا، فقال: سلام عليكم كيف أنتم؟ فقال له عبد الصمد بن علي: يا أبا عبد الله أتيتك أكتب هذه المناسك عنك، قال له سفيان: ألا أدلك على ما هو أنفع لك، قال: وما هو؟ قال: تدع ما أنت فيه.
قال: فكيف أصنع بأمير المؤمنين أبي جعفر؟ قال: إن أردت الله كفاك الله أبا جعفر.
فقال له الأوزاعي: يا أبا عبد الله إن هؤلاء قريش وليس يرضون منا إلا بالإعظام لهم.
فقال له: يا أبا عمرو، إنا ليس نقدر نضربهم، فإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى.
قال مفضل: فالتفت إلي الأوزاعي، فقال لي: قم بنا من ههنا فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا، وأرى هذا ما يبالي.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد المزكي، قال: أَخْبَرَنَا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت محمد بن سهل بن -[228]- عسكر، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة، فقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه، قال: فجاءه النجارون ونصبوا الخشب، ونودي: سفيان، وإذا رأسه في حجر الفضيل بن عياض، ورجليه في حجر ابن عيينة، قال: فقالوا له: يا أبا عبد الله، اتق الله، ولا تشمت بنا الأعداء، قال: فتقدم إلى الأستار ثم أخذها، ثم قال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر، قال: فمات قبل أن يدخل مكة فأخبر بذلك سفيان، قال: فلم يقل شيئا.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قال: أَخْبَرَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قال: حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: دخل سفيان على المهدي، فقال: السلام عليكم كيف أنتم أبا عبد الله، ثم جلس فقال: حج عمر بن الخطاب فأنفق في حجته ستة عشر دينارا، وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال، قال: فأي شيء تريد، أكون مثلك؟ قال: فوق ما أنا فيه، ودون ما أنت فيه، فقال وزيره أبو عبيد الله: يا أبا عبد الله، قد كانت كتبك تأتينا فننفذها قال: من هذا؟ قال: أبو عبيد الله وزيري، قال: احذره فإنه كذاب، أنا كتبت إليك؟ ثم قام فقال له المهدي: أين أبا عبد الله؟ قال: أعود، وكان قد ترك نعله حين قام، فعاد فأخذها ثم مضى، فانتظره المهدي فلم يعد.
قال: وعدنا أن يعود فلم يعد؟ قيل له: إنه قد عاد لأخذ نعله، فغضب فقال: قد آمن الناس إلا سفيان الثوري، ويونس بن فروة الزنديق، قرنه بزنديق.
قال: فإنه ليطلب، وإنه لفي المسجد الحرام فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه، قيل له: لم فعلت؟ قال: إنهن أرحم، ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات، فلما احتضر، قال: ما أشد الغربة، انظروا إلي هاهنا أحدا من أهل بلادي.
فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة، -[229]- عبد الرحمن بن عبد الملك بن الجسر، والحسن بن عياش أخو أبي بكر، فأوصى إلى الحسن بن عياش في تركته، وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه، فلما حضرت الصلاة قالت بنو تميم: يماني يصلي على مضري؟! وكان عبد الرحمن كنديا، فقيل لهم: أوصى بذلك فخلوا سبيله، وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه، فإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه، وكان يقول: أنت، يعني: يا يحيى، تريد مثل أبي وائل عن عبد الله، أين تجد كل وقت هذا، اذهب إلى الكوفة فجئني بكتبي أحدثك، قال له يحيى أنا أختلف إليك وأخاف على دمي، فكيف أذهب فآتي بكتبك، قال: وكان يحيى جبانا جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي أبو سعيد، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن عبد الله، وهو ابن الأسود الحارثي، قال: خاف سفيان شيئا فطرح كتبه، فلما آمن أرسل إلي وإلى يزيد بن توبة المرهبي، فجعلنا نخرجها، فأقول: يا أبا عبد الله وفي الركاز الخمس، وهو يضحك، فأخرجنا تسع قمطرات، كل واحدة إلى هاهنا، وأشار إلى أسفل من ثدييه، قال: فقلت له اعرض لي كتابا تُحَدِّثَنِي به، فعزل لي كتابا فحَدَّثَنِي به.
أَخْبَرَنَا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن غالب، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن أيوب، قال: حَدَّثَنَا مبارك بن سعيد، قال: جاء رجل إلى سفيان ببدرة أو قال: بدرتين، شك أبو زكريا، وكان أبو ذلك الرجل صديقا لسفيان جدا، وكان سفيان يأتيه فيقيل عنده، ويأتيه كثيرا، قال: فقال يا أبا عبد الله في نفسك من أبي شيء؟ فأثنى عليه، وقال: رحم الله أباك وذكر من فضله، فقال له: يا أبا عبد الله، قد عرفت كيف صار إلي هذا المال، وأنا أحب أن تقبل هذا الذي جئتك به تستعين به على عيالك، قال: فقبله منه، فخرج الرجل، فلما خرج، أو كاد أن يخرج، قال لي: يا مبارك، الحقه فرده، قال: فلحقته فرددته، فقال: -[230]- يابن أخي أحب أن تقبل هذا المال، فإني قد قبلته منك، ولكن أحب أن تأخذه، فترجع به، فقال: يا أبا عبد الله، في نفسك منه شيء؟ قال: لا ولكن أحب أن تقبله فلم يزل به حتى أخذه، فلما خرج جئت وقد داخلني ما لا أملك، فقعدت بين يديه، فقلت: ويحك يا أخي أيش قلبك هذا، حجارة؟ أنت ليس لك عيال، أما ترحمني، أما ترحم إخوانك، أما ترحم صبياننا، قال: فأكثرت عليه من هذا النحو، فقال: يا مبارك تأكلها أنت هنيئا مريئا، وأسأل أنا عنها؟ لا يكون هذا أبدا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن أسد، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب، قال: ما رأيت الفقر قط أعز ولا أرفع منه في مجلس سفيان، ولا رأيت الغنى أذل منه في مجلس سفيان.
أَخْبَرَنَا عثمان بن محمد العلاف، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن غالب، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن أيوب، قال: حَدَّثَنَا علي بن ثابت، قال: رأيت سفيان في طريق مكة، فقومت كل شيء عليه حتى نعليه، درهم وأربعة دوانيق.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن الخليل، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حَدَّثَنَا أبو قطن، قال: قال لي شعبة: إن سفيان الثوري ساد الناس بالورع والعلم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان الفقيه، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت أبا رجاء قتيبة، يقول: لولا الثوري لمات الورع.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الحذاء، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي، -[231]- قال: حَدَّثَنَا محمد بن أبي محمد، قال: قال الأوزاعي لو قيل لي: اختر لهذه الأمة ما اخترت إلا سفيان الثوري.
وقال المروذي حَدَّثَنِي محمد بن أبي محمد، قال: قال ابن عيينة: جالست خمسين شيخا من أهل المدينة، وذكر عبد الرحمن بن القاسم، وصفوان بن سليم، وزيد بن أسلم، فما رأيت فيهم مثل سفيان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن بكران، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد العطار، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المثنى بن زياد، قال: سمعت بشرا، يعني: ابن الحارث، يقول: قال سفيان بن عيينة: كان سفيان الثوري كأن العلم ممثل بين عينيه، يأخذ منه ما يريد، ويدع ما لا يريد.
وقال الأوزاعي: كنت أقول فيمن ضحك في الصلاة قولا لا أدري كيف هو، فلما لقيت سفيان الثوري فسألته، فقال لي: يعيد الوضوء، ويعيد الصلاة فأخذت به.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قال: أَخْبَرَنَا الوليد بن بكر، قال: حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن زكريا، قال: حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: ألقى أبو إسحاق فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا، فقال: لو كان الغلام الثوري فصلها الساعة، إذ أقبل سفيان فقال له: ما تقول في كذا وكذا؟ قال سفيان: أنت حدثتنا عن علي بكذا وكذا، والأعمش حَدَّثَنَا عن ابن مسعود بكذا، وفلان حَدَّثَنَا فيها بكذا، قال أبو إسحاق: كيف ترون من ساعة فصلها، ألا تكونون مثله.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن دلان، قال: حَدَّثَنَا أبو همام، قال: حَدَّثَنَا المبارك بن سعيد، قال: رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان يستفتيه، -[232]- ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا، وأتيناك كبيرا.
أَخْبَرَنَا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، قال: حَدَّثَنَا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله المطوعي النيسابوري، قال: حَدَّثَنَا أبو طاهر محمد بن الحسين المحمد آباذي، قال: سمعت عثمان بن سعيد، يقول: سمعت أحمد بن يونس، يقول: سمعت زهيرا، يقول: مر سفيان الثوري بجابر الجعفي؟ فقال: هذا سمع مني عشرة آلاف حديث.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، قال: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن شجاع، قال: حَدَّثَنَا الأشجعي، قال: دخلت مع سفيان الثوري على هشام بن عروة، فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه فلما فرغ، قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم، فأعادها عليه، ثم خرج سفيان وأذن لأصحاب الحديث، وتخلفت معهم، فجعلوا إذا سألوه أرادوا الإملاء فيقول: احفظوا كما حفظ صاحبكم، فيقولون: لا نقدر نحفظ كما حفظ صاحبنا.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، قال: حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حَدَّثَنَا محمد بن علي الوراق، قال: سمعت أحمد بن يونس، وأَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، قال: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن الهيثم، قال: سمعت أحمد بن يونس، يقول: سمعت زائدة وذكر سفيان، قال: كان، زاد عبد الكريم: ذاك ثم اتفقا، أعلم الناس في أنفسنا.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، قال: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن هاشم، قال: حَدَّثَنَا ضمرة، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري، وكان سفيان يقول: مالك ليس

نام کتاب : تاريخ بغداد ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 10  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست