(وَهل أَنا إِلَّا مثلهم غير أَن لي ... بقايا ليالٍ فِي الزَّمَان أعيشها)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(أُؤَمِّل وصلا من حبيبٍ وإنني ... على ثقةٍ عَمَّا قيلٍ أفارقه)
(وعيشك فِيمَا أَنْت فِيهِ فَإِنَّهُ ... زمَان الْفَتى من مجملٍ ومفصل)
قلت أكمل مِنْهُ قَول الأول من الْخَفِيف
(مَا مضى فَاتَ والمؤمل غيبٌ ... وَلَك السَّاعَة الَّتِي أَنْت فِيهَا)
وَأجَاب القَاضِي الْفَاضِل لمن كتب إِلَيْهِ يعرفهُ بِمَوْت ابْن أبي عصرون وصل كتاب الْحَضَر جمع الله شملها وسر بهَا أَهلهَا وَيسر إِلَى الْخيرَات سبلها وَجعل فِي ابْتِغَاء رضوانه قَوْلهَا وفعلها وَفِيه زيادةٌ وَهِي نقص الْإِسْلَام وثلمٌ فِي الْبَريَّة يتَجَاوَز رُتْبَة الانثلام إِلَى الانهدام وَذَلِكَ مَا قَضَاهُ الله من وَفَاة الإِمَام شرف الدّين ابْن أبي عصرون رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَمَا حصل بِمَوْتِهِ من نقص الأَرْض من أطرافها وَمن مساءة أهل الْملَّة ومسرة أهل خلَافهَا فَلَقَد كَانَ علما للْعلم مَنْصُوبًا وَبَقِيَّة من بقايا السّلف الصَّالح محسوباً وَقد علم الله اغتمامي لفقد حَضرته واستيحاشي لخلو الدُّنْيَا من بركته واهتمامي بِمَا عدمت من النَّصِيب الموفور من أدعيته)
نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي جلد : 17 صفحه : 310