responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 24
والله أعلم.
وكان يقول النفس ما له الإدراك والروح ما به الإدراك في كل مقام بحسبه، ومن هنا سمي القرآن روحاً، وعيسى روحاً، وجبرائيل روح الوحي النبوي المرسل في المعاني الجلالية، وميكائيل روح هذا الوحي في المراتب الجمالية، ولذلك كانت آية إلياس النار تسير معه حيثما سار، وأما الخضر فإنه جليس على الأرض اليابسة فاخضرت حيث جمع لموسى بين النار، والشجرة في تجليه، وتم له ذلك ظهر له عين الأمرين في إلياس قومه، وخضرهم، ولذلك كان إلياس للأولياء كجبريل للأنبياء وكان أكثر من يراه أصحاب المجاهدات والخضر لهم كميكائل، وأكثر من يراه أصحاب المشاهدات، ولا يظهر أن لأحد إلا متمثلين من غيبه إلى شهادته، ويراهما كل أحد بحسب حاله، ومقامه، ويراهما في الآن الواحد جماعات متفرقون في أماكن متباعدة على هيئات مختلفة ولا يظهران معاً إلا لمن له روح كمال ذات جلال، وجمال فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف إشارة إلى أن المتبوع في المعنى قد يكون تابعاً في الصورة كغاية الشيء له فلا يلزم من الإتباع الظاهر فضيلة المتبوع على التابع في الباطن، وقد أوحى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم: " أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً " " النحل: 123 " مع أنه القائل " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " حتى إبراهيم يقول: في ذلك اليوم اجعلني من أمتك فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: الحظوظ الدنيوية زبالة فمن أظهر للناس ما عنده من الخصوصيات الربانية ليتوصل بذلك إلى تحصيل حظوظه الدنيوية منهم فقد برطل بالمملكة كلها على أن يصير زبالا، وقد وقف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بأصحابه على مزبلة حتى أضجرهم فقالوا: مالك حبستنا هنا فقال هذه دنياكم التي تتنافسون عليها، وكان يقول: كل ما أرضى العارف بالله أرضى معروفه، وكل ما أغضبه أغضب معروفه كما جاء في الحيث " إن الله يرضى لرضا عمر، ويغضب لغضبه " وجاء مثل ذلك في حق فاطمة، وبلال، وعلي، وسلمان، وخبيب؛ فاعملوا أيها المريدون على أن يمضي عنكم العارفون وينبسطوا إن أردتم رضا ربكم، وبسط نعمه عليكم، واحذروا فإن العكس في العكس من ذلك، واسألوا الله توفيقكم لذلك، وكان يقول: التكليف، والاختبار من الحق قرين الاختيار، ودعوى الاقتدار من الخلق فمن عجز، وسلم لم يكلف، ولم يختبر. قلت، وقوله لم يكلف أي لم يجد مشقة في التكليف فافهم وكان يقول: صلاة تنتج الدعوى رعونة، ونوم ينتج التقوى معونة فافهم، وكان يقول: لسان الكسب يقول: " ما عندكم ينفد، وما عند الله باق "، ولسان الوجود يقرأ " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها "، فافهم، وكان يقول: من استضعف لإيمانه فعاقبته التمكين، وعلو الشأن " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " " القصص: 5 " الآية، ومن كبر بإجرامه رد أمره إلى صغار " سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد " " الأنعام: 124 " الآية، وكان يقول: جميع ما أفاده المفيد للمستفيد إنما هو في الحقيقة لنفسه أن العبد من مولاه عبد القوم من أنفسهم، وما من الله إلا، وإليه فافهم، وليس يفهم عني غير إنائي، وكان يقول: في حديث " لا تقوم الساعة، وعلى وجه الأرض من يقول: الله الله " أي عارف بالله حقاً فوجود العارف بالحق بين الخلق أمان لهم من قيام القيامة ذات الأهوال عليهم فافهم وكان يقول: ما عبد الله أحد إلا على الغيب لكن فتح لك الشرع الذوقي في الذوق الشرعي المحمدي باباً إلى الجمع بأن تشهد كل شيء من معبودك حتى عبوديتك فتراه هو الذي يجري تلك الأحكام عليك ويقيمها فيك بقيوميته فتصير عند شهودك هذا تعبده كأنك تراه لأنك لو رأيته رأيته، وجودك القائم بجميع صفاتك، وسمي اللسان المحمدي هذا الشهود مقام الإحسان، وليس بعده إلا مقام الإيقان، وهو العيان فافهم، وكان يقول: لا يحل لأحد أن يمكن الخلق من تقبيل يده، ورجله إلا إذا صحبه من الحق ما صحب الحجر الأسود من حفظ عهد الحق تعالى في الخلق، وقصد الله، وحده، والتطهر من لوث تحكم الوهم البهيمي، وعدم الشهوة المغفلة، والحظوظ المشغلة، والرعونات المضلة، وتحمل خطايا الخلق ولا يبالي أن يسود، ويذكرهم بربهم فيبيض قلوبهم فمن جمع هذه الصفات فهو يمين الرحمن لهم في الأرض " إن الذين يبايعونك إنما يبيايعون الله " فافهم، وكان يقول: لكل زمان
واحد لا مثل له في علمه، وحكمته من أهل زمانه، ولا ممن هو في زمان سابق على زمانه لأنه سبقه زمان آخر، ولسان هذا الواحد
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست