responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 22
السحرة " آمنا برب العالمين رب موسى وهرون " فآمنوا على ستر تغطية استعداداتهم في كل مقام بحسبه فكانوا سحرة، وطلبوا المغفرة ف " قال " لهم فرعون " آمنتم به " فانظر كشفه، وتحقيقه هنا لو سلم من الميل إلى التلبس الذي هو شأن مرتبة الإبليسية فأضله الله على علم: " ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب، وأبي - واستيقنتها أنفسهم - لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات، والأرض بصائر " أي وجود الحق المبين ولكل مقام مقال، ولكل مجال رجال فانجهم، وكان رضي الله عنه يقول لا يسود أحد قط في قوم إلا إن آثرهم، ولم يشاركهم فيما يستأثرون به في كل مقام بحسبه فافهم وكان يقول كنية الشيطان أبو مرة تدري من هي المرة الذي هذا أبوها هي النفس الجسمانية ذات الشؤون المنكرة شهوة بهيمية فلا هي حرة، وغضب كلبي سبعي فلا هي برة، تدري لم سميت مرة لأنها ما دخلت في شيء إلا أفسدته كما يفسد الحنظل اللبن فافهم.
وكان يقول: في حديث " فإذا أحببته كنت سمعه " وفي رواية " كنته " ليس المراد به معنى الحدوث في نفس الأمر لأنه كذلك بالذات، وإنما ذلك ليكون الشهود مرتباً على ذلك الشرط الذي هو المحبة فمن حيث الترتيب الشهودي جاء الحدوث لا من حيث التغرير الوجودي فافهم، وكان يقول لا تهجر ذات أخيك، ولكن اهجر ما تلبس من المذمومات فإذا تاب من ذلك فهو أخوك فافهم، وكان يقول: لا تعب أخاك بما أصابه من معايب دنياك فإنه في ذلك إما مظلوم " لينصرنه الله " أو مذنب عوقب فطهره الله أو مبتلى قد وقع أجره على الله فافهم، وكان يقول من الرعونة أن تفتخر بما لا تأمن سلبه أو تعير أحداً بما لا يستحيل في حقك، وأنت تعلم أن ما جاز على غيرك جاز عليك، وعكسه فافهم.
وكان يقول في حديث " إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا " لما كان ظاهر هذا هو الموت الطبيعي استصعبه الغافلون، واستهونه المشتاقون فخفف عن الطائفتين بتوجيهه إلى الموت المعنوي فقال: " موتوا قبل أن تموتوا " أي جردوا نفوسكم من الصفات المذمومة تقيلوهما، ويؤيده قول عمر رضي الله عنه في البصل فإن كنتم لا بد آكليها فأميتوها طبخاً يعني اطبخوها حتى يذهب خبثها فافهم، وكان يقول الشيطان نار، وحضرة الرب نور، والنور يطفيء النار فلا تجاهل بأن تبعد معه عن حضرة ربك الحق، ولكن جاهده بأن تواجهه بنور ربك فإن كان له نصيب في السعادة انطفأت ناريته، وعاد نوراً مسلماً لا يأمرك إلا بخير، وإلا أطفأه نور ربك وأحرقته شهبه فعاد رماداً فافهم، وكان يقول في حديث ابن عمر إنه عليه السلام قال له " عد نفسك من الموتى " يعني كن بحيث ييأس منك كل كفور كما ييأس الكفار من أصحاب القبور لأن الميت لا براح له من المثول بين يدي الله تعالى لا يتصرف لنفسه في شهوة، ولا غضب، ولا يرى سوى ربه كيفما انقلب فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: سبيل الله طريقه من مات فيها فهو شهيد فالمؤمنون كلهم شهداء في سبيل الله " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء " الآية فافهم، وكان يقول: قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه المحبة قطب، والخيرات كلها دائرة عليها فافهم، وكان يقول في معنى حديث: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " أي هو عند الله مرضى رضا يعبر عنه بأنه أطيب من ريح المسك لو لطخ المكلف به فمه تقرباً وتطيباً للعبادة فافهم، وكان يقول لا يظهر إمام هدى لمأموميه من الأفعال إلا ما فيه كما لهم، وأما الخصوصيات فإن أظهرها ففائدتها إعلام المأمومين أن لإمامهم خصوصيات باطنة ليس لغيره في وقته مثلها فيقوى به إيمانهم، ويعلمون أنهم ليس لهم منه بدل فافهم، وكان يقول: إذا، وجدت من يدعو إلى الله فأجبه، ولا يصدنك كونه من الطائفة التي انتميت إلى غيرها فبمثل ذلك صد الأشقياء قبلك فقال اليهود لو جاء محمد منا لاتبعناه لكن جاء من العرب فلا نتبعه، وندع أمر بني إسرائيل فكان الجن أعقل رابطة منهم، وأفقه حيث قالوا: " يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به " " الأحقاف: 31 " الآيات، واعلم أن الحقيقة الداعية إلى الله تعالى في كل دور هو صاحب وقته " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة " " يوسف: 108 " وكل الدعاة في زمنه إنما هم رقائقه، وألسنة " أنا ومن اتبعني " وعلامته اندراج بياناتهم، وكشوفاتهم في كشفه، وبيانه، واختصاصه عنهم بما لا سبيل لهم إليه إلا بإمداده، وفيضه فافهم، وكان يقول: ألق حبلك، وأسبابك، وما اعتمدت عليه من معلوماتك ومعمولاتك بين يدي الداعي إلى الله تعالى حتى يلتقمها حكمه، وحكمته فلا يبقى لك عمدة إلا على حقه، ولا توصل إلا بصدقه
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست